الحيوان حيث هو ومفهوم الكلي والحيوان من حيث إنه يعرض له الكلية والمجموع المركب منهما أي من الحيوان والكلي والتغاير بين هذه المفهومات ظاهر فإن مفهوم الكلي ما لا يمنع نفس تصوره عن وقوع الشركة فيه ومفهوم الحيوان الجسم النامي الحساس المتحرك بالإرادة فالأول يسمى كليا طبيعيا لأنه موجود في الطبيعة أي في الخارج والثاني كليا منطقيا لأن المنطق إنما يبحث عنه والثالث كليا عقليا لعدم تحقيقه إلا في العقل والكلي إما ذاتي وهو الذي يدخل في حقيقة جزئياته كالحيوان بالنسبة إلى الإنسان والفرس وإما عرضي وهو الذي لا يدخل في حقيقة جزئياته بألا يكون جزءا أو بأن يكون خارجا كالضاحك بالنسبة إلى الإنسان .
1191 - الكلي الحقيقي ما لا يمنع نفس تصوره من وقوع الشركة فيه كالإنسان وإنما سمى كليا لأن كلية الشيء إنما هي بالنسبة إلى الجزئي والكلي جزء الجزئي فيكون ذلك الشيء منسوبا إلى الكل والمنسوب إلى الكل كلي .
1192 - الكم هو العرض الذي يقتضي الانقسام لذاته وهو إما متصل أو منفصل لأن أجزاءه إما أن تشترك في حدود يكون كل منها نهاية جزء وبداية آخر وهو المتصل أو لا وهو المنفصل والمتصل إما قار الذات مجتمع الأجزاء في الوجود وهو المقدار المنقسم إلى الخط والسطح والثخن وهو الجسم التعليمي أو غير قار الذات وهو الزمان والمنفصل هو العدد فقط كالعشرين والثلاثين