شيئا وإن أشبَهَ لفظهم وتأليفهم فإن النحارير منهم ربَّما أدخلوا على الناس ما ليس من كلام العرب إرادة اللَّبس والتَعنُّيت .
وأما البناءُ الرباعيُّ المُنبَسطِ فإنَّ الجمهور الأعظم منه لا يَعْرَى من الحروف الذُلْق أو من بعضها إلا كلمات نحوا من عشر كئن شواذَّ .
ومن هذه الكلمات : العَسْجَدُ والقَسْطوس والقُداحِس والدُعشُوقةُ والُهْدُعةُ والزُهْزُقَةُ وهي مُفَسَّرة في أمكنتها .
قال أبو أحمد حمزة بن زرعة هي كما قال الشاعر : .
( ودُعشوقة فيها تَرَنَّحَ دَهْثَم ... تعشَّقْتُها ليلاً وتَحْتي جُلاهِقُ ) وليس في كلام العَرَب دُعْشوقة ولا جُلاهِق ولا كلمة صَدْرُها ( نَرَ ) وليس في شيء من الأَلْسن ظاءً غير العربية ولا من لِسانٍ الا التَنُّور فيه تَنُّور .
وهذه الأحرف قد عَرينَ من الحروف الذُلْق ولذلك نَزَرْنَ فَقَلَلْنَ .
ولولا ما لزمَهُنَّ من العين والقاف ما حَسُنَّ على حال .
ولكن العين والقاف لا تدخلان في بناء إلا حَسَّنَتاه لأنهما أطلق الحروف وأضخمها جَرْساً .
فإذا اجتمعا أو أحدهما في بناء حَسُنَ البناء لنَصاعتهما فإنْ كان البناءُ اسما لَزِمَتْهُ السِّين أو الدَّال مع لزوم العَيْن أو القاف لأن الدَّالَ لانَتْ عن صلابة الطَّاء