وتقول : أحَقَّ الرجُلُ إذا قال حَقّاً وادعى حَقّاً فوَجَبَ له وحَقَّقَ كقولك : صدَّق وقالَ هذا هو الحقُّ . وتقول : ما كان يَحُقُّك أن تَفْعَل كذا أي ما حَقَّ لك . والحاقَّةُ : النازلة التي حقَّتْ فلا كاذبةَ لها . وتقولُ للرجل إذا خاصَمَ في صِغار الأشياء : إنّه لنَزِقُ الحِقاقِ .
وفي الحديث : " مَتَى ما يَغْلُوا يحتَقُّوا " أي يَدَّعي كلُّ واحدٍ أنَّ الحقَّ في يَدَيْه ويغلوا أي يُسرفوا في دينهم ويَختَصمُوا ويتجادَلُوا . والحِقُّ : دونَ الجَذَع من الإبل بسنةٍ وذلك حين يَسْتَحِقُّ للرُكُوب والأُنَثَى حِقَّةٌ : إذا استَحَقَّتِ الفَحْلَ وجمعه حِقاق وحَقائِق قال عَديّ : .
( لا حِقّةٌ هُنَّ ولا يَنوبُ ... ) .
وقال الأعشى .
( أيُّ قومٍ قَوْمي إذا عَزَّتِ الخَمْرُ ... وقامتْ زِقاقُهُمْ والحِقاقُ ) .
والرواية : " قامت حِقاقُهُم والزِّقاق " فمن رواه : " قامت زقاقُهم والحقاق " يقول : استوت في الثمن فلم يفضلُ زِقٌ حِقّاً ولا حِقٌّ زِقّاً . ومثله : " قامت زقاقُهم بالحِقاق " فالباءُ والواوُ بمنزلة واحدة كقولهم : قد قامَ القَفيزُ ودِرْهم وقام القَفيزُ بدرهم . وأنتَ بخَيرٍ يا هذا وأنت وخَيْرٌ يا هذا وقال : .
( ولا ضعافِ مُخِّهِنَّ زاهقِِ ... لَسْنِ بأنيابٍ ولا حَقائقِ )