قال ابو أحمد حمزة بن زرعة : قوله : يَدٌ دَخَلَهَا التنوين وذَكَر أَنَّ التَّنوين إعرابٌ ( قلت بل ) الإعراب الضمَّة والكسرة التي تلزم الدال في ( يد ) في وجوه والتَّنوين ( يُميِّزُ بين ) الاسم والفعل ألا ترى أنك تقول : ( تفعَلُ ) فلا تجد التنوين يدخلها وألا ترى أنك تقول : رأيتُ يَدَكَ ( وهذه يَدُكَ ) وعَجبتُ من يَدِكَ فُتعرب الدالَ وتطرح التَّنوينَ .
ولو كان التنوينُ هو الإعراب لم يسقط .
فأما قوله : ( فَمَوان ) فإنه جَعَلَ الواو بَدلاً من الذاهبةِ .
فإن الذاهبةَ هي هاء وواو وهُما إلى جنب الفاء ودخَلتْ الميمُ عِوضاً منهما .
والواو في ( فَمَوَين ) دَخَلَتْ بالغَلَط وذلك أنَّ الشاعر يَرَى ميما قد أُدخلَتْ في الكلمة فيَرى أن الساقطَ من ( الفم ) هو بعد الميم فيُدخلُ الواو مكانَ ما يظُنُّ أنَّه سَقَطَ منه ويغلَطُ .
قال الخليل إعلم أنَّ الحروف الذُلْقَ والشَّفَويَّةَ ستَّة وهي : ر ل ن ف ب م وإنَّما سُمِّيَتْ هذه الحروف ذُلْقاً لأن الذلاقة في المنطق إإنّما هي بطَرَف أَسلةِ اللِّسان والشفتين وهما مَدْرَجتا هذه الأحرف الستة منها ثلاثة ذليقة ر ل ن تخرج من ذَلْق اللسان من ( طَرَف غار الفم ) وثلاثة شفوية : ف ب م مخرجها من بين الشَّفَتيْن خاصة لا تعمَلُ الشَّفتان في شَيء من الحُرُوف الصَّحاح إلاَّ في هذه الأحرف الثلاثة