( ها إن تا عِذرةٌ إلاّ تكنْ نَفَعتْ ... فإنَّ صاحَبها قد تاهَ في البلدِ ) .
وعلى هاتين اللغتينِ قالوا : تيكَ وتلكَ وتالِكَ كما قالوا : ذلك وهي أقبَح اللغاتِ فإذا تَنَّثيت لم تقل : إلا تانِ وتانِكَ وتَينِ وتَينكَ في الجرِّ والنصب في واللغات كلها وإذا صَغَّرتَ لم تقل إلاّ تيّا وبها سُمِّيت المرأة ( تيّا ) و ( التّي ) هي معرفة ( تا ) لا يقولونها في المعرفة إلا على هذه اللغة وجعلوا إحدى اللامينِ تقويةً للأخرى استِقباحاً أن يقولوا ( اَلْتي ) وإنما أرادوا بها الألف واللام المُعرِّفة والجميع اللاّتي واللواتي جمع اللاَّتي ويُلقون التّاءَ فيقولون : اللاّئي ممدودةٌ [ وقد تخرجُ الياءُ فيقال : اللاءِ ] بكسرة تدلّ على الياء وتصغير ( التي ) اللتَّيا ويجمعُ اللتَّياتُ وإنما صار تصغيرتِهِ وذِهِ وما فيها من اللغات تيا لأنّ التّاءَ والذّال من ذِهِ وتِهِ كل واحدةٍ هي نَفْسُ الكلمة وما لحقها من بِعدها فإنه عِمادٌ للتاء لكي ينطلق به اللسان فلما صُغِّرتْ لم تجد ياءَ التَّصغير حَرفَين من أصل البناء تَجيء بعدها كما جاءتْ في سُعيد وعُمير والتصغير على أربعة أنحاء : تقريب وتقليل وتصغير وتحقير ولكنَّهما وقَعا بعد التاء فجاءت بعد فتحةٍ والحرف الذي قبل ياء التصغير بجنبها لا يكون إلا مفتوحاً ووقعت التاء إلى جنبِها فانتصَبَتْ وصارَ ما