فكلَّما سَلِمت كلمة على ثَلاثَة أحَرُف من هذه الحُرُوف فهي ثلاثيّ صحيح مثل : ضَرَبَ خَرَجَ دَخَلَ والثلاثيُّ المعتلّ مثل : ضَرَا ضَرِيَ ضَرُوَ خَلا خلي خلُو لأنه جاء مع الحَرْفَيْن ألفٌ أو واوٌ أو ياءٌ فافهم .
وقال الخليل : بَدَأَنَا في مُؤلَّفنا هذا بالعين وهو أقصى الحروف ونضُمُّ إليه ما بعده حتى نَسْتَوْعِبَ كلام العرب الواضحَ والغريب وبدأنا الأبنيةَ بالمُضاعَف لأنّه أخفُّ على اللِّسان وأقَربُ مأخَذاً للمتفهِّم . المضاعَفُ باب العين مع الحاء والهاء والخاء والغين .
قال الخليلُ بنُ أحمد : إن العَيْن لا تَأْتَلِف مع الحاء في كلمة واحدة لقُرْب مَخْرَجَيْهما إلا أنّ يُشْتَقَّ فِعلٌ من جمعٍ بين كلمتين مثل ( حَيَّ على ) كقول الشاعر : .
( ألا رُبَّ طَيف بَاتَ منك مُعانِقِي ... إلى أن دَعَا داعي الفَلاَحِ فَحَيْعَلا ) .
يُريدُ : قال : ( حَيَّ على الفَلاح ) أو كما قال الآخر : .
( فباتَ خيال طيفِكِ لي عنيقاً ... إلى أنْ حَيْعَلَ الداعي الفَلاحا ) .
أو كما قال الثالث : .
( أقولُ لها ودمعُ العَينِ جار ... ألَمْ يُحْزُنْكِ حَيْعلة المنادي ) .
فهذه كلمة جُمِعَتْ من ( حَيَّ ) ومن ( على ) وتقول منه : ( حيعل ) يُحَيْعِل حَيْعَلة وقد أكثَرَت من الحيعلَة أي من قولك : ( حَيَّ على ) وهذا يشبه قولهم : تعَبْشَم الرجلُ وتعَبْقَسَ .
ورجل عَبْشمِيّ إذا كان من عَبْد شمْس أو من عَبد قَيس فأخذوا من كِلمتين مُتعاقبتين كلمة .
واشتقُّوا فعلا .
قال :