وأما ما يشتقّون من المضاعف من بناء الثلاثّي المعتلّ فنحو قول العجاج : .
( ولو أَنَخَنَا جَمعَهم تَنَخَنخوا ... ) .
وقال في بيت آخر .
( لِفَحلنا إنْ سَرَّه التَنُوُّخُ ... ) .
ولو شاء قال في البيت الأول ( ولو أَنَخْنا جَمْعُهمُ تَنَوَّخُوا ) ولكنّه اشتقّ ( التنُّوخ ) من تنوَّخناها فَتَنَّوخَتْ واشتقَّ ( التَّنَخْنُخَ ) من أَنخَنَاهَا لأنّ أناخ ( لمّا جاءَ ) مُخَفَّفا حَسُن إخراج الحرف ( المعتلّ ) منه وتضاعُف الحرفَين الباقيين في ( تَنَخْنَخْنا تَنَخْنُخاً ) ولما ثُقِلَ قَويت الواو فَثَبَتَتْ في التنُّوخ فافهَمْ .
قال اللَيث : قال الخليل : في العربية تسعة وعشرونَ حَرْفا : منها خمسة وعشرون حَرْفا صِحَاحا لها أحياناً ومدارج وأربعة أحرف جُوْف وهي : الواو والياء والألف اللَّينَة .
والهمزة وسُمِّيَتْ جوفاً لأنها تَخْرُجُ من الجوف فلا تَقَعُ في مدرجة من مدارِج اللَّسان ولا من مدارِج الحَلْق ولا من مدرِج اللهاة إنَّما هي هاوية في الهواء فلم يكن لها حَيز تُنسب إليه إلاّ الجَوْفَ .
وكانَ يقول كثيراً : الالِفُ اللّينَةُ والواو والياءُ هوائية أي أنها في الهواء .
قال الخليل : فأقصى الحروف كلها العين ثم الحاء ولولا بَحَّة في الحاء لأَشْبَهَت العْينَ لقُرْب مَخْرَجها من العَيْن ثم الهاء ولولا هَتِّة في الهاء وقال مَّرة ( ههّة ) لأَشْبَهَت الحاء لقُرْب مَخْرَج الهاء من الحاء فهذه ثلاثة أحرف في حَيِّز واحد بعضُها أرفع من