النكاح في كتاب الله تعالى إلا على معنى التزوّج . وايضاً فالمعنى لا يقوى عليه لأنه يصير إلى معنى : الزاني لا يزني إلا بزانيةٍ وهذا ليس فيه طائل وعن بعضهم : إنها منسوخة بقوله : ( وأنكِحوا الأيامى منكم ) وقوله : ( حتى تنكح زوجاً غيره ) أي تتزوج .
وقوله : " النِّكاح : الضمّ " مجازٌ أيضاً إلا ان هذا من باب تسمية المسبَّب باسم السببِ والأول على العكس . ومما استشهدوا به قولُ المتنبي : .
( أنكحْتُ صُمَّ حَصاها خُفَّ بَعْمَلةٍ ... تغشْمَرتْ بي إليك السهلَ والجبلا ) .
يقال : " أنكَحوا الحصا أخفافَ الإبل " إذا ساروا و " اليَعْمَلة " : الناقة النجيبة المطبوعة على العمل . و " التغشمُر " : الأخذ قهراً . يعني أخذَتْ بي في طُرُق السهولة والحُزونة .
ويقال : .
( نكَح ) الرجلُ و ( نكحت ) المرأةُ من باب ضرَب و ( أنكحها ) وليُّها وفي المثل : " أنكَحْنا الفَرا فسنرى " قاله رجل لأمرأته حين خطَب إليه ابنتَه رجلٌ وابى ان يزوجه إياها ورضيت الأم بتزويجه فغلبتِ الأبَ حتى زوّجتْ إيّاه بكرْهٍ منه وقال : " أنكَحْنا الفَرا فسنرى " ثم اساء الزوجُ العِشْرة فطلَّقها . يُضرب في التحذير من العاقبة . وإنما قلَب الهمزة الفاً للزَّواج . والفَرا في الأصل : الحمارُ الوحشيّ ِ فاستعارَه للرجل استخفافاً به