وأما قوله تعالى ( فمن شَهِدَ منكُم الشَّهرَ فلْيصُمه ) فانتِصابُه بالظرف على معنى فمن كان حاضراً مقيماً غير مُسافر في الشهر فلْيَصُمهُ أي فَلْيَصُم فيه .
والشهادة الإخبار بصحّة الشيء عن مُشاهدةٍ وعِيان .
يقال شَهِدَ عند الحاكم لفلان على فلان بكذا شهادةً فهو شاهدٌ وهم شُهودٌ وأشْهادٌ وهو شَهيدٌ وهم شُهَداء وأما الشَهيد بمعنى المُسْتَشْهَد المقتول فقيل لأنه مشهودٌ له بالجنة أو لأنه حيٌّ عند الله حاضرٌ .
وقد تَجْري الشَهادة مُجرى الحَلِف فيما يُراد به من معنى التوكيد يقول الرجل أشهَدُ وأشْهَدُ بالله بفتح الألِف وأَعزِمُ أعزِم بالله في موضع أُقسِم وعليه قوله تعالى ( قالوا تَشْهَدُ إنّكَ لرَسولُ الله في أحد الوجهين وبه استدَلّ أبو حنيفة أن أشهدُ يمين .
وأشْهَده على كذا جَعله شاهِداً له واستَشْهدَه طلب منه الشهادة .
والإشهاد في الجنايات أن يقال لصاحب الدار إنّ حائطك هذا مائلٌ فاهْدِمْه أو مَخُوف فأصلِحْه .
والتَشهُّد قراءة التَحيّات لاشتمالِها على الشهادتَين .
شهر شَهَره بكذا شهَّره به وهو مشْهورٌ ومشهَّر وأشْهَره بمعنى شهَّره غيرُ ثَبتٍ