لم يسترقوا ورد من وقع منهم إليهم الي الكوفة قال عبد الله الفقير إليه وهذا من أحاديث العامة لا أصل له هب أنهم فعلوا ذلك فيما مضى فالآن ما بالهم فإن كانت الطبيعة ورثته وولدته على الأصل الذي صنعه بهم أمهاتهم كان يجب أن الأعور الذي قلعت عينه أن يلد أعور وكذلك الأحدب وغير ذلك وإنما ذكرت ما ذكر الناس قال البشاري ومثل خوارزم في إقليم الشرق كسجلماسة في الغرب وطباع أهل خوارزم مثل طبع البربر وهي ثمانون فرسخا في ثمانين فرسخا آخر كلامه قلت ويحيط بها رمال سيالة يسكنها قوم من الأتراك والتركمان بمواشيهم وهذه الرمال تنبت الفضا شبه الرمال التي دون ديار مصر وكانت قصبتها قديما تسمى المنصورة وكانت على الجانب الشرقي فأخذ الماء أكثر أرضها فانتقل أهلها الى مقابلها من الغربي وهي الجرجانية وأهلها يسمونها كركانج وحوطوا على جيحون بالحطب الجزل والطرفاء يمنعونه من خراب منازلهم يستجدونه في كل عام ويرمون ما تشعث منه وقرأت في كتاب ألفه أبو الريحان البيروني في أخبار خوارزم ذكر فيه أن خوارزم كانت تدعي قديما فيل وذكر لذلك قصة نسيتها فإن وجدها واحد وسهل عليه أن يلحقها بهذا الموضع فعل مأذونا له في ذلك عني قال محمد بن نصر بن عنين الدمشقي خوارزم عندي خير البلاد فلا أقلعت سحبها المغدقة فطوبي لو امرىء صبحت أوجه فتيانها المشرقة وما أن نقمت بها حالة سوى أن أقامت بها مقلقه وكان المؤذن يقوم في سحرة من الليل يقارب نصفه فلا يزال يزعق الى الفجر قامت وقال الخطيب أبو المؤيد الموفق بن أحمد المكي ثم الخوارزمي يتشوقها أأبكاك لما أن بكى في ربى نجد سحاب ضحوك البرق منتحب الرعد له قطرات كالآلىء في الثرى ولي غبرات كالعقيق على خدي تلفت منها نحو خوارزم والها حزينا ولكن أين خوارزم من نجد وقرأت في الرسالة التي كتبها أحمد بن فضلان بن العباس بن راشد بن حماد مولى محمد بن سليمان رسول المقتدر بالله الى ملك الصقالبة ذكر فيها ما شاهده منذ خرج من بغداد الى أن عاد إليها فقال بعد وصوله الى بخارى قال وانفصلنا من بخارى الى خوارزم وانحدرنا من خوارزم الى الجرجانية وبينها وبين خوارزم في الماء خمسون فرسخا قلت هكذا قال ولا أدري أي شيء عني بخوارزم لأن خوارزم في اسم الإقليم بلا شك ورأيت دراهم بخوارزم مزيفة ورصاصا وزيوفا وصفرا ويسمون الدرهم طازجه ووزنه أربعة وانق ونصف والصيرفي منهم يبيع الكعاب والدوامات والدراهم وهم أوحش الناس كلاما وطبعا وكلامهم أشبه بنقيق الضفادع وهم يتبرؤون من أمير المؤمنين علي بن أبي طالب Bه في دبر كل صلاة فأقمنا بالجرجانية أياما وجمد جيحون من أوله الى آخره وكان سمك الجمد تسعة عشرا شبرا قال عبد الله الفقير وهذا كذب منه فإن أكثر ما يجمد خمسة أشبار وهذا يكون نادرا فأما العادة فهو شبران أو ثلاثة شاهدته وسألت عنه أهل تلك البلاد ولعله