الأعلى بن السمح بن عبيد بن حرملة المعافري أيام تغلبه على إفريقية بالقيروان فلما قتل محمد بن الأشعث أبا الخطاب في صفر سنة 441 هرب عبد الرحمن بأهله وما خف من ماله وترك القيروان فاجتمعت إليه الإباضية واتفقوا على تقديمه وبنيان مدينة تجمعهم فنزلوا موضع تاهرت اليوم وهو غيضة أشبة ونزل عبد الرحمن منه موضعا مربعا لا شعراء فيه فقالت البربر نزل تاهرت تفسيره الدف لتربيعه وأدركتهم صلاة الجمعة فصلى بهم هناك فلما فرغ من الصلاة ثارت صيحة شديدة على أسد ظهر في الشعراء فأخذ حيا وأتي به إلى الموضع الذي صلي فيه وقتل فيه فقال عبد الرحمن بن رستم هذا بلد لا يفارقه سفك دم ولا حرب أبدا وابتدأوا من تلك الساعة وبنو في ذلك الموضع مسجدا وقطعوا خشبة من تلك الشعراء وهو على ذلك إلى الآن وهو مسجد جامعها وكان موضع تاهرت ملكا لقوم مستضعفين من مراسة وصنهاجة فأرادهم عبد الرحمن على البيع فأبوا فوافقهم على أن يؤدوا إليهم الخراج من الأسواق ويبيحوا لهم أن يبنوا المساكن فاختطوا وبنوا وسموا الموضع معسكر عبد الرحمن بن رستم إلى اليوم وقال المهلبي بين شير وتاهرت أربع مراحل وهما تاهرتان القديمة والحديثة ويقال للقديمة تاهرت عبد الخالق ومن ملوكها بنو محمد بن أفلح بن عبد الرحمن بن رستم وممن ينسب إليها أبو الفضل أحمد بن القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله التميمي البزاز التاهرتي روى عن قاسم بن أصبغ وأبي عبد الملك بن أبي دكيم وأبي أحمد بن الفضل الدينوري وأبي بكر محمد بن معاوية القرشي ومحمد بن عيسى بن رفاعة روى عنه أبو عمر بن عبد البر وغيره .
تاياباذ بعد الألف الثانية باء موحدة وألف وذال معجمة من قرى بوشنج من أعمال هراة ينسب إليها أبو العلاء إبراهيم بن محمد التاياباذي فقيه الكرامية ومقدمهم روى عنه الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الدمشقي وغيره .
باب التاء والباء وما يليهما .
تبالة بالفتح قيل تبالة التي جاء ذكرها في كتاب مسلم بن الحجاج موضع ببلاد اليمن وأظنها غير تبالة الحجاج بن يوسف فإن تبالة الحجاج بلدة مشهورة من أرض تهامة في طريق اليمن قال المهلبي تبالة في الإقليم الثاني عرضها تسع وعشرون درجة وأسلم أهل تبالة وجرش من غير حرب فأقرهما رسول الله A في أيدي أهلهما على ما أسلموا عليه وجعل على كل حالم ممن بهما من أهل الكتاب دينارا واشترط عليهم ضيافة المسلمين وكان فتحها في سنة عشر وهي مما يضرب المثل بخصبها قال لبيد فالضيف والجار الجنيب كأنما هبطا تبالة مخصبا أهضامها وفيها قيل أهون من تبالة على الحجاج قال أبو اليقظان كانت تبالة أول عمل وليه الحجاج بن يوسف الثقفي فسار إليها فلما قرب منها قال للدليل أين تبالة وعلى أي سمت هي فقال ما يسترها عنك إلا هذه الأكمة فقال لا أراني أميرا على موضع تستره عني هذه الأكمة أهون بها ولاية وكر راجعا ولم يدخلها فقيل هذا المثل وبين تبالة ومكة اثنان وخمسون فرسخا نحو مسيرة ثمانية أيام وبينها وبين الطائف ستة أيام وبينها وبين بيشة