برقان بفتح أوله وبعضهم يقول بكسره من قرى كاث شرقي جيحون على شاطئه بينها وبين الجرجانية مدينة خوارزم يومان خربت برقان منها الحافظ الإمام أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد ابن غالب الخوارزمي البرقاني سمع ببلده وورد بغداد فسمع أبا علي الصواف وأبا بكر القطيعي وسمع ببلاد كثيرة مثل جرجان وخراسان وغيرهما ثم استوطن بغداد وكتب عنه أبو بكر الخطيب الحافظ وغيره من الأئمة قال الخطيب وكان ثقة ورعا متقنا مثبتا لم نر في شيوخنا أثبت منه وصنف تصانيف كثيرة وكان له كتب كثيرة نقل من الكرخ إلى قرب باب الشعير وكان عدد أسفاط كتبه ثلاثة وستين سفطا وصندوقين وكان مولده في آخر سنة 336 ومات سنة 524 ببغداد .
و برقان أيضا من قرى جرجان نسب إليها حمزة بن يوسف السهمي بعض الرواة ولست منها على ثقة .
برقان موضع بالبحرين قتل فيه مسعود بن أبي زينب الخارجي وكان غلب على البحرين وناحية اليمامة بضع عشرة سنة حتى قتله سفيان بن عمرو العقيلي سار إليه ببني حنيفة فقال الفرزدق ولولا سيوف من حنيفة جردت ببرقان أمسى كاهل الدين أزورا تركن لمسعود وزينب أخته رداء وجلبابا من الموت أحمرا البرقانية بالضم ماء لبني أبي بكر بن كلاب ثم لبني كعب بن أبي بكر يقال لهم بنو برقان بقرب حفيرة خالد .
برقتان تثنية برقة موضع قال جواس بن نعيم الضبي لتقارب الشعب المحاول شعبه ولما استحل ببرقتين حريم البرقعة ماء لبني نمير ببطن الشريف .
برقعيد بالفتح وكسر العين وياء ساكنة ودال بليدة في طرف بقعاء الموصل من جهة نصيبين مقابل باشزى قال أحمد بن الطيب السرخسي برقعيد بلدة كبيرة من أعمال الموصل من كورة البقعاء وبها آبار كثيرة عذبة وهي واسعة وعليها سور ولها ثلاثة أبواب باب بلد وباب الجزيرة وباب نصيبين وعلى باب الجزيرة بناء لأيوب بن أحمد وفيها مائتا حانوت .
قلت أنا كانت هذه صفتها في قرابة سنة 003 بعد الهجرة وكان حينئذ ممر القوافل من الموصل إلى نصيبين عليها فأما الآن فهي خراب صغيرة حقيرة وأهلها يضرب بهم المثل في اللصوصية يقال لص برقعيدي وكانت القوافل إذا نزلت بهم لقيت منهم الأمرين .
حدثني بعض مجاوريها من أهل القرى أن قفلا نزل تحت بعض جدرانها احترازا وربط رجل من أهل القفل حمارا له تحت ذلك الجدار خوفا عليه من السراق وجعل الأمتعة دونه واشتغلوا بالعس وحراسة ما تباعد عن الجدار لأنهم أمنوا ذلك الوجه فصعد البرقعيديون على الجدار وألقوا على الحمار الكلاليب وأنشبوها في برذعته واستاقوه إليهم وذهبوا به ولم يدر به صاحبه إلى وقت الرحيل فلما كثرت منهم هذه الأفاعيل تجنبتهم القوافل وجعلوا طريقهم على باشزى وانتقلت الأسواق إلى باشزى .
وبين برقعيد والموصل أربعة أيام وبينها وبين نصيبين عشرة فراسخ ومن برقعيد هذه كان بنو حمدان التغلبيون سيف الدولة وأهله وقال