فهم غلاظ جفاة في طباعهم إلا تعلة منسوب إلى الحمق أفنيت عمري بها حولين من قدر لم أقو منها على دفع ولم أطق قلت وهذه القصيدة ليست من الشعر المختار وإنما كتبت للحكاية عن شرح حال همذان وللشعراء أشعار كثيرة في برد همذان ووصف أروند فأما أروند فقد ذكر في موضعه وأما الأشعار التي قيلت في بردها ففي ما ذكرنا كفاية وقال البديع الهمذاني فيها همذان لي بلد أقول بفضله لكنه من أقبح البلدان صبيانه في القبح مثل شيوخه وشيوخه في العقل كالصبيان وقال شيرويه قال الأستاذ أبو العلاء محمد بن علي بن الحسن بن حستون الهمذاني الوزير من قصيدة يا أيها الملك الذي وصل العلا بالجود والإنعام والإحسان قد خفت من سفر أطل علي في كانون في رمضان من همذان بلد إليه أنتمي بمناسبي لكنه من أقذر البلدان صبيانه في القبح مثل شيوخه وشيوخه في العقل كالصبيان وقال شيرويه أيضا إن سليمان بن داود عليه السلام اجتاز بموضع همذان فقال ما بال هذا الموضع مع عظم مسيل مائه وسعة ساحته لا تبنى فيه مدينة فقالوا يا نبي الله لا يثبت أحد فيه لأن البرد ينصب فيه صبا ويسقط الثلج قامة الرمح فقال عليه السلام لصخر الجني هل من حيلة قال نعم فاتخذ سبعا من حجر منقور ونصب طلسما للبرد وبنى المدينة وقيل أول من أسسها دارا الأكبر قال كعب الأحبار متى أراد الله أن يخرب هذه المدينة سقط ذلك الطلسم فتخرب بإذن الله قال شيرويه والسبع هو الأسد المنحوت من الحجر الخورزني وخورزن جبل بباب همذان الموضوع على الكثيب الذي على ذنب الأسد وهذا الأسد من عجائب همذان منحوت من صخرة واحدة وجوارحه غير منفصلة عن قوائمه كأنه ليث غابة ولم يزل في هذا الموضع منذ زمن سليمان عليه السلام وقيل من زمان قباذ الأكبر لأنه أمر بليناس الحكيم بعمله إلى سنة 913 فإن مرداويج دخل المدينة ونهب أهلها وسباهم فقيل له إن هذا السبع طلسم لهذه المدينة من الآفات وفيه منافع لأهله فأراد حمله إلى الري فلم يقدر فكسرت يداه بالفطيس .
همزى بوزن جمزى والهمز العصر تقول همزت رأسه وجوز ابن الأنبار قوس همزى شديدة الهمز إذا نزع فيها وفرس همزى شديدة الجمز إذا جالت وهمزى هو موضع بعينه .
همينيا هي همانيا التي ذكرت في أول هذا الباب بين المدائن والنعمانية كان أول من بناها بهمن بن اسفنديار ملك الفرس .
باب الهاء والنون وما يليهما .
هنا بالضم موضع في شعر امرىء القيس وحديث القوم يوم هنا وحديث ما على قصره وقال فروة بن مسيك المرادي