في ديار بني تميم بين كاظمة والنقيرة .
المرايغ جمع مراغ الإبل وهو متمرغها كورة بصعيد مصر في غربي النيل فيها عدة قرى آهلة عامرة جدا .
مرباط بالكسر ثم السكون وباء موحدة وآخره طاء مهملة فرضة مدينة ظفار بينها وبين ظفار على ما حدثني رجل من أهلها مقدار خمسة فراسخ ولما لم تكن ظفار مرسى ترسى فيه المراكب وكان لمرباط مرسى جيد كثر ذكره على أفواه التجار وهي مدينة مفردة بين حضرموت وعمان على ساحل البحر لها سلطان برأسه ليس لأحد عليه طاعة وقرب مدينته جبل نحو ثلاثة أيام في مثلها فيه ينبت شجر اللبان وهو صمغ يخرج منه ويلقط ويحمل إلى سائر الدنيا وهو غلة الملك يشارك فيه لاقطيه كما ذكرناه في ظفار وأهلها عرب وزيهم زي العرب القديم وفيهم صلاح مع شراسة في خلقهم وزعارة وتعصب وفيهم قلة غيرة كأنهم اكتسبوها بالعادة وذلك أنه في كل ليلة تخرج نساؤهم إلى ظاهر مدينتهم ويسامرن الرجال الذين لا حرمة بينهم ويلاعبنهم ويجالسنهم إلى أن يذهب أكثر الليل فيجوز الرجل على زوجته وأخته وأمه وعمته وإذا هي تلاعب آخر وتحادثه فيعرض عنها ويمضي إلى امرأة غيره فيجالسها كما فعل بزوجته وقد اجتمعت بكيش بجماعة كثيرة منهم رجل عاقل أديب يحفظ شيئا كثيرا وأنشدني أشعارا وكتبتها عنه فلما طال الحديث بيني وبينه قلت له بلغني عنكم شيء أنكرته ولا أعرف صحته فبدرني وقال لعلك تعني السمر قلت ما أردت غيره فقال الذي بلغك من ذلك صحيح وبالله أقسم إنه لقبيح ولكن عليه نشأنا وله مذ خلقنا ألفنا ولو استطعنا أن نزيله لأزلناه ولو قدرنا لغيرناه ولكن لا سبيل إلى ذلك مع ممر السنين عليه واستمرار العادة به .
مربالا ناحية قرب خلاط لها ذكر في كتاب الفتوح إن حبيب بن مسلمة نزلها فجاءه بطريق خلاط بكتاب عياض بن غنم بأنه قد أمنه على نفسه وبلاده وقاطعه على إتاوة فأمضى حبيب بن مسلمة ذلك .
مربخ بضم أوله وسكون ثانيه وكسر الباء الموحدة وخاء معجمة قال أبو منصور مربخ رمل بالبادية بعينه وقال أبو الهيثم سمي جبل مربخ مربخا لأنه يربخ الماشي فيه من التعب والمشقة أي يذهب عقله كالمرأة الربوخ التي يغشى عليها من شدة الشهوة وقال الليث ربخت الإبل في المربخ أي فترت في ذلك الرمل من الكلال وأنشد بعضهم أمن جبال مربخ تمطين لا بد منه فانحدرن وارقين أو يقضي الله رمايات الدين وقال نصر مربخ رمل مستطيل بين مكة والبصرة .
ومربخ أيضا جبل آخر عند ثور مما يلي القبلة وقال العمراني مربخ بفتح الميم والباء رمل من رمال زرود وعن جار الله بضم الميم وكسر الباء .
المربد بالكسر ثم السكون وفتح الباء الموحدة ودال مهملة وهذا اسم موضع هكذا وليس بجار على فعل على أن ابن الأعرابي روى أن الرابد الخازن ولو كان منه لقيل المرابد على زنة اسم المفعول مثل المقاتل من القاتل فمجيئه على غير جريان الفعل دليل على أنه موضع هكذا وذهب القاضي عياض إلى أن أصله من ربد بالمكان إذا أقام به فقياسه على هذا أن يكون مربد بفتح الميم وكسر الباء فلم يسمع فيه ذلك فهو أيضا غير قياس ودخل أبو