والجوف من أعمال قرطبة إحدى القواعد التي تخيرتها الملوك للسكنى من القياصرة والروم وهي مدينة رائقة كثيرة الرخام عالية البنيان فيها آثار قديمة حسنة تقصد للفرجة والتعجب وبينها وبين قرطبة ستة أيام ولها حصون وقرى تذكر في مواضعها ينسب إليها غير واحد من أهل العلم والرواية منهم سليمان بن قريش بن سليمان يكنى أبا عبد الله أصله من ماردة وسكن قرطبة وسمع من ابن وضاح ومن غيره من رجالها ورحل فسمع بمكة من علي بن عبد العزيز كتب أبي عبيد وغير ذلك وسمع قريش جعفرا الخصيب المعروف بسيف السنة ودخل اليمن وسمع تعسفا من عبيد بن محمد الكشوري وغيره واستقضاه مروان ببطليوس ثم سار إلى قرطبة فسكنها وسمع منه الناس كثيرا وكان ثقة ومات بقرطبة في محرم سنة 923 .
ماردين بكسر الراء والدال كأنه جمع مارد جمع تصحيح وأرى أنها إنما سميت بذلك لأن مستحدثها لما بلغه قول الزباء تمرد مارد وعز الأبلق ورأى حصانة قلعته وعظمها قال هذه ماردين كثيرة لا مارد واحد وإنما جمعه جمع من يعقل لأن المرود في الحقيقة لا يكون من الجمادات وإنما يكون من الجن والإنس وهما الثقلان الموصوفان بالعقل والتكليف وماردين قلعة مشهورة على قنة جبل الجزيرة مشرفة على دنيسر ودارا ونصيبين وذلك الفضاء الواسع وقدامها ربض عظيم فيه أسواق كثيرة وخانات ومدارس وربط وخانقاهات ودورهم فيها كالدرج كل دار فوق الأخرى وكل درب منها يشرف على ما تحته من الدور ليس دون سطوحهم مانع وعندهم عيون قليلة الماء وجل شربهم من صهاريج معدة في دورهم والذي لا شك فيه أنه ليس في الأرض كلها أحسن من قلعتها ولا أحصن ولا أحكم وقد ذكرها جرير في قوله يا خزر تغلب إن اللؤم حالفكم ما دام في ماردين الزيت يعتصر وقد ذكرت في الفتوح قالوا وفتح عياض بن غنم طور عبدين وحصين ماردين ودارا على مثل صلح الرها وقد ذهب بعض الناس إلى أنها أحدثت عن قريب من أيامنا وأنه شاهد موضع القلعة ووجد به من شاهده وليس له بينة وهذا يكذبه قول جرير قالوا وكان فتحها وفتح سائر الجزيرة في سنة 91 وأيام من محرم سنة 02 للهجرة في أيام عمر بن الخطاب وقال أنشدني بعض الظرفاء فقال في ماردين حماها الله لي قمر لولا الضرورة ما فارقته نفسا يا قوم قلبي عراقي يرق له وقلبه جبلي قد قسا وعسا .
مارشك بكسر الراء والشين معجمة من قرى طوس منها محمد بن الفضل بن علي أبو الفتح المارشكي الطوسي من أهل الطابران كان إماما فاضلا متقنا مناظرا فحلا أصوليا حسن السيرة جميل الأمر كثير العبادة تفقه على أبي حامد الغزالي وكان من أنجب تلامذته الطوسيين سمع نصر الله الخشنامي وعمر بن عبد الكريم الرواسي سمع منه أبو سعد بطوس وتوفي بها خوفا من الغز وقت نزولهم بطوس وإحاطتهم بها من غير معاقبة في أواخر رمضان سنة 945 .
مار صمويل ويقال مار سمويل ومار بالسريانية هو القس وسمويل اسم رجل من الأحبار وهو