ابنه يحيى بن تميم حتى مات سنة 905 ووليها ابنه علي بن يحيى إلى أن مات سنة 515 ووليها ابنه الحسن بن علي وفي أيامه أنفذ رجار صاحب صقلية من ملك المهدية فخرج الحسن منها ولحق بعبد المومن ابن علي وملك الأفرنج بلاد إفريقية وذلك في سنة 345 وانتقضت دولتهم وقد ولي منهم تسعة ملوك في مائة سنة وإحدى وثمانين سنة وملك الأفرنج إفريقية اثنتي عشرة سنة حتى قدمها عبد المؤمن فاستنقذها منهم في يوم عاشوراء سنة 555 وولى عليها أبا عبد الله محمد بن فرج أحد أصحابه ورتب معه الحسن بن علي بن يحيى بن تميم وأقطعه قريتين ورجع إلى المغرب وهي الآن بيد الولاة من قبل ولده فهذا كاف من إفريقية وأمرها .
وقد خرج منها من العلماء والأئمة والأدباء ما لا يحصى عددهم منهم أبو خالد عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الإفريقي قاضيها وهو أول مولود ولد في الإسلام بإفريقية سمع أباه وأبا عبد الرحمن الحبكي وبكر ابن سوادة روى عنه سفيان الثوري وعبد الله بن لهيعة وعبد الله بن وهب وغيرهم تكلموا فيه قدم على أبي جعفر المنصور ببغداد قال كنت أطلب العلم مع أبي جعفر أمير المؤمنين قبل الخلافة فأدخلني يوما منزله فقدم إلي طعاما ومريقة من حبوب ليس فيها لحم ثم قدم إلي زبيبا ثم قال يا جارة عندك حلواء قالت لا قال ولا التمر قالت ولا التمر فاستلقى ثم قرأ هذه الآية عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون قال فلما ولي المنصور الخلافة أرسل إلي فقدمت عليه فدخلت والربيع قائم على رأسه فاستدناني وقال يا عبد الرحمن بلغني أنك كنت تفد إلى بني أمية قلت أجل قال فكيف رأيت سلطاني من سلطانهم وكيف ما مررت به من أعمالنا حتى وصلت إلينا قال فقلت يا أمير المؤمنين رأيت أعمالا سيئة وظلما فاشيا ووالله يا أمير المؤمنين ما رأيت في سلطانهم شيئا من الجور والظلم إلا ورأيته في سلطانك وكنت ظننته لبعد البلاد منك فجعلت كلما دنوت كان الأمر أعظم أتذكر يا أمير المؤمنين يوم أدخلتني منزلك فقدمت إلي طعاما ومريقة من حبوب ولم يكن فيها لحم ثم قدمت زبيبا ثم قلت يا جارية عندك حلواء قالت لا قلت ولا التمر قالت ولا التمر فاستلقيت ثم تلوت عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون فقد والله أهلك عدوك واستخلفك في الأرض ما تعمل قال فنكس رأسه طويلا ثم رفع رأسه إلي وقال كيف لي بالرجال قلت أليس عمر بن عبد العزيز كان يقول إن الوالي بمنزلة السوق يجلب إليها ما ينفق فيها فإن كان برا أتوه ببرهم وإن كان فاجرا أتوه بفجورهم فأطرق طويلا فأومأ إلي الربيع أن أخرج فخرجت وما عدت إليه وتوفي عبد الرحمن سنة 516 وينسب إليها أيضا سحنون بن سعيد الإفريقي من فقهاء أصحاب مالك جالس مالكا مدة وقدم بمذهبه إلى إفريقية فأظهره فيها وتوفي سنة 042 وقيل سنة 142 .
أفسوس بضم الهمزة وسكون الفاء والسينان مهملتان والواو ساكنة بلد بثغور طرسوس يقال إنه بلد أصحاب الكهف .
أفشنة بفتح الهمزة وسكون الفاء والشين معجمة مفتوحة ونون وهاء من قرى بخارى