أهلها الصلح فعرض عليهم ما أعطى أهل أبهر من الشرائط فقبلوا جميع ذلك إلا الجزية فإنهم نفروا منها فقال لا بد منها فلما رأوا ذلك أسلموا وأقاموا مكانهم فصارت أرضهم عشرية ثم رتب البراء فيهم خمسمائة رجل من المسلمين فيهم طليحة بن خويلد الأسدي وميسرة العائذي وجماعة من بني تغلب وأقطعهم أرضين وضياعا لا حق فيها لأحد فعمروا وأجروا أنهارها وحفروا آبارها فسموا تناءها وكان نزولهم على ما نزل عليه أساورة البصرة على أن يكونوا مع من شاؤوا فصار جماعة منهم إلى الكوفة وحالفوا زهرة بن حوية فسموا حمراء الديلم وأقام أكثرهم مكانهم وقال رجل ممن قدم مع البراء قد يعلم الديلم إذ تحارب لما أتى في جيشه ابن عازب بأن ظن المشركين كاذب فكم قطعنا في دجى الغياهب من جبل وعر ومن سباسب قالوا ولما ولي سعيد بن العاصي بن أمية الكوفة بعد الوليد بن عقبة غزا الديلم فأوقع بهم وقدم قزوين فمصرها وجعلها مغزى أهل الكوفة إلى الديلم وكان موسى الهادي لما سار إلى الري قدم قزوين وأمر ببناء مدينة بإزائها فهي تعرف بمدينة موسى وابتاع أرضا يقال لها رستماباذ ووقفها على مصالح المدينة وكان عمرو الرومي تولاها ثم تولاها بعده ابنه محمد بن عمرو وكان المبارك التركي بنى بها حصنا سماه المباركية وبه قوم من مواليه وحدث محمد بن هارون الأصبهاني قال اجتاز الرشيد بهمذان وهو يريد خراسان فاعترضه أهل قزوين وأخبروه بمكانهم من بلد العدو وعنائهم في مجاهدتهم وسألوه النظر لهم وتخفيف ما يلزمهم من عشر غلاتهم في القصبة فسار إلى قزوين ودخلها وبنى جامعها وكتب اسمه على بابه في لوح حجر وابتاع بها حوانيت ومستغلات ووقفها على مصالح المدينة وعمارة قبتها وسورها قال وصعد في بعض الأيام القبة التي على باب المدينة وكانت عالية جدا فأشرف على الأسواق ووقع النفير في ذلك الوقت فنظر إلى أهلها وقد غلقوا حوانيتهم وأخذوا سيوفهم وتراسهم وجميع أسلحتهم وخرجوا على راياتهم فأشفق عليهم وقال هؤلاء قوم مجاهدون يجب أن ننظر لهم واستشار خواصه في ذلك فأشار كل برأي فقال أصلح ما يعمل بهؤلاء أن يحط عنهم الخراج ويجعل عليهم وظيفة القصبة فقط فجعلها عشرة آلاف درهم في كل سنة مقاطعة وقد روى المحدثون في فضائل قزوين أخبارا لا تصح عند الحفاظ النقاد تتضمن الحث على المقام بها لكونها من الثغور وما أشبه ذلك وقد تركتها كراهة للإطالة إلا أن منها ما روي عن النبي A أنه قال مثل قزوين في الأرض مثل جنة عدن في الجنان وروي عنه أنه قال ليقاتلن بقزوين قوم لو أقسموا على الله لأبر أقسامهم وكان الحجاج بن يوسف قد أغزى ابنه محمدا الديلم فنزل قزوين وبنى بها مسجدا وكتب اسمه عليه وهو المسجد الذي على باب دار بني الجنيد ويسمى مسجد الثور فلم يزل قائما حتى بنى الرشيد المسجد الجامع وكان الحولي بن الجون غزا قزوين فقال وبكر سوانا عراقية بمنحازها أو بذي قارها وتغلب حي بشط الفرات جزائرها حول ثرثارها