ق .
باب القاف والألف وما يليهما .
قابس إن كان عربيا فهو من أقبست فلانا علما ونارا أو قبسته فهو قابس بكسر الباء الموحدة مدينة بين طرابلس وسفاقس ثم المهدية على ساحل البحر فيها نخل وبساتين غربي طرابلس الغرب بينها وبين طرابلس ثمانية منازل وهي ذات مياه جارية من أعمال إفريقية في الإقليم الرابع وعرضها خمس وثلاثون درجة وكان فتحها مع فتح القيروان سنة 72 على ما يذكر في القيروان قال البكري قابس مدينة جليلة مسورة بالصخر الجليل من بنيان الأول ذات حصن حصين وأرباض وفنادق وجامع وحمامات كثيرة وقد أحاط بجميعها خندق كبير يجرون إليه الماء عند الحاجة فيكون أمنع شيء ولها ثلاثة أبواب وبشرقيها وقبليها أرباض يسكنها العرب والأفارق وفيها جميع الثمار والموز فيها كثير وهي تمير القيروان بأصناف الفواكه وفيها شجر التوت الكثير ويقوم من الشجرة الواحدة منها من الحرير ما لا يقوم من خمس شجرات غيرها وحريرها أجود الحرير وأرقه وليس في عمل إفريقية حرير إلا في قابس واتصال بساتين ثمارها مقدار أربعة أميال ومياهها سائحة مطردة يسقى بها جميع أشجارها وأصل هذا الماء من عين خرارة في جبل بين القبلة والغرب منها يصب في بحرها وبها قصب السكر كثير وبقابس منار كبير منيف يحدو به الحادي إذا ورد من مصر يقول يا قوم لا نوم ولا قرارا حتى نرى قابس والمنارا وساحل مدينة قابس مرفأ للسفن من كل مكان وحوالي قابس قبائل من البربر لواتة ولماتة ونفوسة وزواوة وقبائل شتى أهل أخصاص وكانت ولايتها منذ دخل عبيد الله إفريقية تتردد في بني لقمان الكناني ولذلك يقول الشاعر لولا ابن لقمان حليف الندى سل على قابس سيف الردى وبين مدينة قابس والبحر ثلاثة أميال ومما يذكرون من معائبهم أن أكثر دورهم لا مذاهب لهم فيها وإنما يتبرزون في الأفنية فلا يكاد أحد منهم يفرغ من