ولا تقام فيه جمعة .
وأما جامع عمرو بن العاص فهو في مصر وهو العامر المسكون وكان عمرو بن العاص لما حاصر الحصن بالفسطاط نصب رايته بتلك المحلة فسميت محلة الراية إلى الآن وكان موضع هذا الجامع جبانة حاز موضعه قيسبة بن كلثوم التجيبي ويكنى أبا عبد الرحمن ونزله فلما رجعوا من الإسكندرية سأل عمرو بن العاص قيسبة في منزله هذا أن يجعله مسجدا فتصدق به قيسبة على المسلمين واختط مع قومه بني سوم في تجيب فبني سنة 12 وكان طوله خمسين ذراعا في عرض ثلاثين ذراعا ويقال إنه وقف على إقامة قبلته ثمانون رجلا من الصحابة الكرام منهم الزبير بن العوام والمقداد بن الأسود وعبادة بن الصامت وأبو الدرداء وأبو ذر الغفاري وغيرهم قيل إنها كانت مشرقة قليلا حتى أعاد بناءها على ما هي اليوم قرة بن شريك لما هدم المسجد في أيام الوليد بن عبد الملك وبناه ثم ولي مصر مسلمه بن مخلد الأنصاري من قبل معاوية سنة 35 وبيضه وزخرفه وزاد في أرجائه وأبهته وكثر مؤذنيه ثم لما ولي مصر قرة بن شريك العبسي في سنة 29 هدمه بأمر الوليد بن عبد الملك فزاد فيه ونمقه وحسنه على عادة الوليد بن عبد الملك في بناء الجوامع ثم ولي صالح بن علي بن عبد الله بن العباس في أيام السفاح فزاد أيضا فيه وهو أول من ولي مصر من بني هاشم وذلك في سنة 331 ويقال إنه أدخل في الجامع دار الزبير بن العوام ثم ولي موسى بن عيسى في أيام الرشيد في سنة 571 فزاد فيه أيضا ثم قدم عبد الله بن طاهر بن الحسين في أيام المأمون في سنة 112 لقتال الخوارج ولما ظفر بهم ورجع أمر بالزيادة في الجامع فزيد فيه من غربيه وكان وروده إلى مصر في ربيع الأول وخروجه في رجب من هذه السنة ثم زاد فيه في أيام المعتصم أبو أيوب أحمد بن محمد بن شجاع ابن أخت أبي الوزير أحمد بن خالد وكان صاحب الخراج بمصر وذلك في سنة 852 ثم وقع في الجامع حريق في سنة 572 فهلك فيه أكثر زيادة عبد الله بن طاهر فأمر خمارويه بن أحمد بن طولون بعمارته وكتب اسمه عليه ثم زاد فيه أبو حفص عمر القاضي العباسي في رجب سنة 336 ثم زاد فيه أبو بكر محمد بن عبد الله بن الخازن رواقا واحدا مقداره تسعة أذرع في سنة 753 ومات قبل تتمتها فأتمها ابنه علي وفرغت في سنة 853 ثم زاد فيه في أيام الوزير يعقوب بن يوسف بن كلس الفوارة التي تحت قبة بيت المال وذلك في سنة 873 وجدد الحاكم بياض مسجد الجامع وقلع ما كان عليه من الفسفس وبيض مواضعه قال الشريف محمد بن أسعد بن علي بن الحسن الجواني المعروف بابن النحوي في كتاب سماه النقط لمعجم ما أشكل عليه من الخطط وكان السبب في خراب الفسطاط وإخلاء الخطط حتى بقيت كالتلال أنه توالت في أيام المستنصر بن الظاهر بن الحاكم سبع سنين أولها سنة 754 إلى سنة 464 من الغلاء والوباء الذي أفنى أهلها وخرب دورها ثم ورد أمير الجيوش بدر الجمالي من الشام في سنة 466 وقد عم الخراب جانبي الفسطاط الشرقي والغربي فأما الغربي فخرب الشرف منه ومن قنطرة خليج بني وائل مع عقبة يحصب إلى الشرف ومراد والعبسيين وحبشان وأعين والكلاع والألبوع والأكحول والربذ والقرافة ومن الشرقي الصدف وغافق وحضرموت والمقوقف والبقنق والعسكر إلى المنظر والمعافر بأجمعها إلى دار أبي قتيل وهو الكوم الذي شرقي عفصة الكبرى وهي سقاية ابن طولون فدخل أمير