فكتب إليه وأتي به من المقدس وعرض عليه ذلك فاستهان به والتمس منهم إحضار فلق من خشب الجميز غليظة فلما حضرت عمد يصفها على وجه الماء بقدر الحصن البري وضم بعضها إلى بعض وجعل لها بابا عظيما من ناحية الغرب ثم بنى عليها الحجارة والشيد وجعل كلما بنى خمس دوامس ربطها بأعمدة غلاظ ليشتد البناء وجعلت الفلق كلما ثقلت نزلت حتى إذا علم أنها قد استقرت على الرمل تركها حولا كاملا حتى أخذت قرارها ثم عاد فبنى من حيث ترك وكلما بلغ البناء إلى الحائط الذي قبله أدخله فيه ثم جعل على الباب قنطرة والمراكب كل ليلة تدخل الميناء وتجر سلسلة بينها وبين البحر الأعظم مثل صور قال فدفع إليه ألف دينار سوى الخلع والمركوب واسمه عليه مكتوب إلى اليوم قال وكان العدو قبل ذلك يغير على المراكب وفتحت عكة في حدود سنة 51 على يد عمرو بن العاص ومعاوية بن أبي سفيان وكان لمعاوية في فتحها وفتح السواحل أثر جميل ولما ركب منها إلى غزوة قبرص رمها وأعاد ما تشعث منها وكذلك فعل بصور ثم خربت فجددها هشام بن عبد الملك وكانت فيها صناعة بلاد الأردن وهي محسوبة من حدود الأردن ثم نقل هشام الصناعة منها إلى صور فبقيت على ذلك إلى قرابة أيام الإمام المقتدر ثم اختلفت أيدي المتغلبين عليها وعمرت عكة أحسن عمارة وصارت بها الصناعة إلى يومنا ذا وهي للإفرنج وفي الحديث طوبي لمن رأى عكة وقال الفراء هذه أرض عكة وأرض عكة تضاف ولا تضاف أي حارة وكانت قديما بيد المسلمين حتى أخذها الإفرنج ومعديهم بغدوين صاحب بيت المقدس من زهر الدولة بناء الجيوشي منسوب إلى أمير الجيوش بدر الجمالي أو ابنه وكان بها من قبل المصريين فقصد الإفرنج برا وبحرا في سنة 794 فقاتلهم أهل عكة حتى عجوزا عنهم لقصور المادة بهم وكان أهل مصر لا يمدونهم بشيء فسلموها إليهم وقتلوا منها خلقا كثيرا وسبوا جماعة أخرى حملوهم إلى خلف البحر وخرج زهر الدولة حتى وصل إلى دمشق ثم عاد إلى مصر ولم تزل في أيديهم حتى افتتحها صلاح الدين يوسف بن أيوب في جمادى الأولى سنة 385 وأشحنها بالرجال والعدد والميرة فعاد الأفرنج ونزلوا عليها وخندقوا دونهم خندقا وجاءهم صلاح الدين ونزل دونهم وأقام حولهم ثلاث سنين حتى استعادها الأفرنج من المسلمين عنوة في سابع جمادى الآخرة سنة 785 وأحضروا أسارى المسلمين وكانوا نحو ثلاثة آلاف وحملوا عليهم حملة واحدة فقتلوهم عن آخرهم وهي في أيديهم إلى الآن وقد نسب إليها قوم منهم الحسن بن إبراهيم العكي يروي عن الحسن بن جرير الصوري روى عنه عبد الصمد بن الحكم .
باب العين واللام وما يليهما .
العلا بضم أوله والقصر وهو جمع العليا وهو اسم لموضع من ناحية وادي القرى بينها وبين الشام نزله رسول الله A في طريقه إلى تبوك وبني مكان مصلاه مسجد .
و العلا أيضا ركيات عند الحصا من ديار كلاب .
و العلا أيضا موضع في ديار غطفان .
العلاء بفتح أوله والمد بمعنى الرفعة موضع بالمدينة أطم أو عنده أطم .
وسكة العلاء ببخارى معروفة ينسب إليها أبو سعيد الكاتب العلائي روى عنه أبو كامل البصيري وغيره