ولا يستوي المكان المستتر الذي لا يرى منه إلا مقدار ما يرى ومكان ليس بالمستتر ولا بالنزه ولم يذكر شعب بوان قال وأما صغد سمرقند فإني لا أرى بسمرقند ولا بالصغد مكانا إذا علا الناظر قهندزها أن يقع بصره على جبال خالية من شجر أو خضرة أو غيره وإن كان مزروعا غير أن المزارع في أضعاف خضرة النبات فصغد سمرقند إذا أنزه البادان والأماكن المشهورة المذكورة لأنها من حد بخارى على وادي الصغد يمينا وشمالا يتصل إلى حد البتم لا ينقطع ومقداره في المسافة ثمانية أيام تشتبك الخضرة والبساتين والرياض وقد حفت بالأنهار الدائم جريها والحياض في صدور رياضها وميادينها وخضرة الأشجار والزروع ممتدة على حافتي واديها ومن وراء الخضرة من جانبيها مزارع تكتنفها ومن وراء هذه المزارع مراعي سوامها وقصورها والقهندزات من كل قرية تلوح في أثناء خضرتها كأنها ثوب ديباج أخضر وقد طرزت بمجاري مياهها وزينت بتبييض قصورها وهي أزكى بلاد الله وأحسنها أشجارا وثمارا وفي عامة مساكن أهلها المياه الجارية والبساتين والحياض قل ما تخلو سكة أو دار من نهر جار وقال أبو يعقوب إسحاق بن حسان بن قوهي الخرمي وأصله من الصغد وأقام بمرو وكان صحب عثمان بن خزيم القائد وكان يلي أرمينية فسار خاقان الخزر إلى حربه وعسكر ابن خزيم إزاءه وعقد لأبي يعقوب على الصحابة وأشراف من معه فكرهوا ذلك فقال الخرمي أبا الصغد ناس أن تعيرني جمل سفاها ومن أخلاق جارتنا الجهل هم فاعلموا أصلي الذي منه منبتي على كل فرع في التراب له أصل وما ضرني أن لم تلدني يحابر ولم تشتمل جرم علي ولا عكل إذا أنت لم تحم القديم بحادث من المجد لم ينفعك ما كان من قبل وقال أيضا رسا بالصغد أصل بني أبينا وأفرعنا بمرو الشاهجان وكم بالصغد لي من عم صدق وخال ماجد بالجوزجان وقد نسب إلى الصغد طائفة كثيرة من أهل العلم وجعلها الحازمي صغدين صغد بخارى وصغد سمرقند منهم أيوب بن سليمان بن داود الصغدي حدث عن أبي اليمان الحكم بن نافع الحمصي والربيع بن روح ويحيى بن يزيد الخواص وغيرهم وتوفي سنة 472 .
صغدبيل شطره الأول كالذي قبله ثم باء موحدة وياء مثناة من تحت ولام مدينة بأرض أرمينية على نهر الكر من جانب الشرقي قبالة تفليس بناها كسرى أنو شروان العادل حيث بنى باب الأبواب وأنزلها قوما من أهل الصغد من أبناء فارس وجعلها مسلحة ووجه المتوكل بغا إلى تفليس وقد خرج بها عليه إسحاق بن إسمعيل وأحرق تفليس كلها وجاء برأسه إلى سر من رأى فكان من فصوله من سر من رأى إلى أن دخلها ومعه الرأس ثلاثون يوما فقال الشاعر أهلا وسهلا بك من رسول جئت بما يشفي من الغليل بجملة تغني عن التفصيل برأس إسحاق بن إسمعيل وفتح تفليس وصغدبيل