عنا فقال أما نقلهم فلا يكون إلا بنقلي ولكني أفتقدهم وأنهاهم وأزيل ما شكوتم منه فنظروا وإذا الأمر قد زاد وعظم وخاف منهم الفتنة ووقوع الحرب وعاودوه بالشكوى وقالوا إن قدرت على نصفتنا وإلا فتحول عنا وإلا حاربناك بالدعاء وندعو عليك في الأسحار فقال هذه جيوش لا قدرة لي بها نعم أتحول وكرامة وساق من فوره حتى نزل سامراء وبنى بها دارا وأمر عسكره بمثل ذلك فعمر الناس حول قصره حتى صارت أعظم بلاد الله وبنى بها مسجدا جامعا في طرف الأسواق وأنزل أشناس بمن ضم إليه من القواد كرخ سامراء وهو كرخ فيروز وأنزل بعضهم في الدور المعروفة بدور العرباني فتوفي بسامراء في سنة 722 وأقام ابنه الواثق بسامراء حتى مات بها ثم ولي المتوكل فأقام بالهاروني وبنى به أبنية كثيرة وأقطع الناس في ظهر سر من رأى في الحيز الذي كان احتجره المعتصم واتسع الناس بذلك وبنى مسجدا جامعا فأعظم النفقة عليه وأمر برفع منارة لتعلو أصوات المؤذنين فيها وحتى ينظر إليها من فراسخ فجمع الناس فيه وتركوا المسجد الأول واشتق من دجلة قناتين شتوية وصيفية تدخلان الجامع وتتخللان شوارع سامراء واشتق نهرا آخر وقدره للدخول إلى الحيز فمات قبل أن يتمم وحاول المنتصر تتميمه فلقصر أيامه لم يتمم ثم اختلف الأمر بعده فبطل وكان المتوكل أنفق عليه سبعمائة ألف دينار ولم يبن أحد من الخلفاء بسر من رأى من الأبنية الجليلة مثل ما بناه المتوكل فمن ذلك القصر المعروف بالعروس أنفق عليه ثلاثين ألف ألف درهم والقصر المختار خمسة آلاف ألف درهم والوحيد ألفي ألف درهم والجعفري المحدث عشرة آلاف ألف درهم والغريب عشرة آلاف درهم والشيدان عشرة آلاف ألف درهم والبرج عشرة آلاف ألف درهم والصبح خمسة آلاف ألف درهم والمليح خمسة آلاف ألف درهم وقصر بستان الايتاخية عشرة آلاف ألف درهم والتل علوه وسفله خمسة آلاف ألف درهم والجوسق في ميدان الصخر خمسمائة ألف درهم والمسجد الجامع خمسة عشر ألف ألف درهم وبركوان للمعتز عشرين ألف ألف درهم والقلائد خمسين ألف دينار وجعل فيها أبنية بمائة ألف دينار والغرد في دجلة ألف ألف درهم والقصر بالمتوكلية وهو الذي يقال له الماحوزة خمسين ألف ألف درهم والبهو خمسة وعشرين ألف ألف درهم واللؤلؤة خمسة آلاف ألف درهم فذلك الجميع مائتا ألف ألف وأربعة وتسعون ألف ألف درهم وكان المعتصم والواثق والمتوكل إذا بني أحدهم قصرا أو غيره أمر الشعراء أن يعملوا فيه شعرا فمن ذلك قول علي بن الجهم في الجعفري الذي للمتوكل وما زلت أسمع أن الملو ك تبني على قدر أقدارها وأعلم أن عقول الرجا ل يقضى عليها بآثارها فلما رأينا بناء الإما م رأينا الخلافة في دارها بدائع لم ترها فارس ولا الروم في طول أعمارها وللروم ما شيد الأولون وللفرس آثار أحرارها وكنا نحس لها نخوة فطامنت نخوة جبارها