أبو أسماء الرحبي من أهل دمشق روى عن ثوبان وأبي هريرة ومعاوية بن أبي سفيان وشداد بن أوس وأوس بن أوس الثقفي وأبي ثعلبة الخشني وعمر البكالي روى عنه أبو قلابة الجرمي وأبو الأشعث الصنعاني وأبو سلام الأسود وربيعة بن يزيد قال أبو سليمان بن زبر أبو أسماء الرحبي من رحبة دمشق قرية بينها وبين دمشق يوم رأيتها عامرة .
رحبة مالك بن طوق بينها وبين دمشق ثمانية أيام ومن حلب خمسة أيام وإلى بغداد مائة فرسخ وإلى الرقة نيف وعشرون فرسخا وهي بين الرقة وبغداد على شاطىء الفرات أسفل من قرقيسيا قال البلاذري لم يكن لها أثر قديم إنما أحدثها مالك بن طوق بن عتاب التغلبي في خلافة المأمون قال صاحب الزيج طولها ستون درجة وربع وعرضها ثلاث وثلاثون درجة قد ذكر من لغة هذه اللفظة في الترجمة قبله ويزيد ههنا قال النضر بن شميل الرحاب في الأودية الواحدة رحبة وهي مواضع متواطئة ليستنقع الماء فيها وما حولها مشرف عليها وهي أسرع الأرض نباتا تكون عند منتهي الوادي في وسطه وتكون في المكان المشرف ليستنقع الماء فيها وإذا كانت في الأرض المستوية نزلها الناس وإذا كانت في بطن المسيل لم ينزلها الناس وإذا كانت في بطن الوادي فهي أقنة أي حفرة تمسك الماء ليست بالقعيرة جدا وسعتها قدر غلوة والناس ينزلون في ناحية منها ولا تكون الرحاب في الرمل وتكون في بطون الأرض وظواهرها وقد نسبت إلى مالك بن طوق كما ترى .
وفي التوراة في السفر الأول في الجزء الثاني إن الرحبة بناها نمرود بن كوش حدث أبو شجاع عمر ابن أبي الحسن محمد بن أبي محمد عبدالله البسطامي فيما أنبأنا عنه شيخنا أبو المظفر عبد الرحيم بن أبي سعد عبد الكريم بن أبي بكر محمد بن منصور السمعاني المرزوي بإسناد له طويل أوصله إلى علي بن سعد الكاتب الرحبي رحبة مالك بن طوق قال سألت أبي لم سميت هذه المدينة رحبة مالك بن طوق ومن كان هذا الرجل فقال يا بني اعلم أن هارون الرشيد كان قد اجتاز في الفرات في حراقة حتى بلغ الشذا ومعه ندماء له أحدهم يقال له مالك بن طوق فلما قرب من الدواليب قال مالك بن طوق ياأمير المؤمنين لو خرجت إلى الشط إلى أن تجوز هذه البقعة فقال له هارون الرشيد أحسبك تخاف هذه الدواليب فقال مالك يكفي الله أمير المؤمنين كل محذور ولكن إن رأى أمير المؤمنين ذلك رأيا وإلا فالأمر له فقال الرشيد قد تطيرت بقولك وقدم السفينة وصعد الشط فلما بلغت الحراقة موضع الدواليب دارت دورة ثم انقلبت بكل ما فيها فعجب من ذلك هارون الرشيد وسجد لله شكرا وأمر بإخراج مال عظيم يفرق على الفقراء في جميع المواضع وقال لمالك وجبت لك علي حاجة فسل فقال يقطعني أمير المؤمنين في هذا الموضع أرضا أبنيها مدينة تنسب إلي فقال الرشيد قد فعلت وأمر أن يعان في بنائها بالمال الرجال فلما عمرها واستوسقت له