والنساء يَنْصُر بُعضهّن بعضا قالت عائشة : ما رأيتُ مثل ما تَلقْىَ المؤمنات ! لجَلْدهُا أشدُّ خُضَرةً من ثوبها ! وسمع أنها قد أتَتْ رسول الله A فجاء ومعه ابنان له من غيرها . قالت : والله مالى إليه من ذَنْب إلا أنّ ما معه ليس بأغنى عنى من هذه وأخذت هُدْبةً من ثَوْبِها فقال : كذبت والله ! يا رسول الله إنى لأْنفُضُها نَفْضَ الأديم ولكنها ناشِزٌ تريد رفاعة . فقال رسول الله A : فإن كان ذلك لم تَحِلىَّ له حتى تذُوقى عُسَيْلَته فأبصر معه ابنين له فقال : أبنوك هؤلاء ؟ قال : نعم قال : هذا الذى تزعمين ما تَزْعُمين ! فوالله لهم أشْبِه به من الغُراب بالغراب . وروى أنها قالت : إنى كنتُ عند رفاعة فطلقنى فبت طلاقى فتزوجت عبد الرحمن بن الزبير . وإنه والله ما معه إلا مثلُ هذه الُهدْبة وأخذت هُدبْةً من جِلْبِابها . ضرب ذَوْقَ العُسيلة وهى تصغير العسلة وهى تصغير العسلة من قولهم : كنا فى لحمة ونبيذة وعسلة مثلا لإصابةحلاوة الجماع ولذَّته وإنما صُغّر إشارةً إلى القدْر الذى يَحلِّل وأرادت بالهَبَّة المرة الواحدة تعنى أن العسيلة قد ذبقت بالوقاع مَرَةً . والهبةَّ : الوقَعْة يقال احذَرْ هَبَّة السيف أى وَقْعته . شبهت ما معه بالهُدْبة فى استرخائه وضَعْفه . الجلباب : الرِّداء وقيل : ثَوْبٌ أوسع من الخمار تُغَطَّى به المرأةُ رأسها وصدرها . جعل جاء عبارةَ عن المواقعة كما جُعل أتى وغشى . أبنوك هؤلاء ؟ دليل على أن الاثنين جماعة . كان فى كان ذلك تامة بمعنى وثبث . على رضى الله تعالى عنه مَرَّ بعبد الرحمن بن عَتَّاب قتيلا يوم الجمل فقال : لهَفْى عليك يَعْسوبَ قريش ! جدعْت أنْفى وشفيت نفسى