أخافُ ذنوبى أنْ تعَدّ ببابه ... وما قد أزَلَّ الكاشحون أماميا ... .
والحقيقه ما ذكرتُ . أُتى صلى الله عليه وآله وسلم بِبَدناتٍ خَمْس أو ستّ فطِفْقنَ يَزَدْلَفْن اليه بأَيَّتِهَّن يَبْدَأ فلما وَجَبَتْ لِجنُوبُهِا قال : من شاء فْلَيقْتطَعْ . وفي الحديث : قال عبد الله بن قُرْط : فتكلَّم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بكلمة خفّية لم أفْهَمْهَا أو قال : ام أفْقَهْهَا فسألتُ الذى يليه فقال : قال : مَنْ شاء فْليَقْتِطَع .
زلف الْزدِلاف الاقتراب وسمى المُزْدلَفِ لأقترابه إلى الأَقْرَان وإقدامه عليهم وسميت الُمزْدَلَفِة لأنه يتقرَّب فيها .
ومنه حديثه صلى الله عليه وآله وسلم : أنه كتب إلى مصُعْب بن عُمير وهو بالمدينة : انظر من اليوم الذى تَجَهَّزُ فيه اليهودُ لسَبْتِهَا ; فإذا زالت الشمس فازْدَلِفْ إلى الله فيه بركعتين وأخطب فيهما ومنه حديث محمد بنى علىّ عليهما السلام : مَالكَ من عَيْشِك إلاَ لذَّةٌ تَزْدَلفُ بِك إلى حِمَامك . فليقتطع : أى فْليَقْطَع لنفسه ما شاء وهى رُخصة فى الّنُّهبة إذا كانت بإذْنِ صاحبها وطيب نَفْسه كنهبة السكرَّ فى الأِعراس . أراد غُوَيْرثُ بن الحارث المُحاربىُّ أن يَفْتٍك به فلم يشعر به إلا وهو قائمٌ على رَأٍْسه ومعه السيفُ قد سلَّه من غِمْدِه فقال : اللهَّم اكْفِنِيه بما شئتَ . قال : فانكبَّ لوجهه من زُلَّخِة زُلّخَهَا بين كِتفَيه ونَدَرَ سَيْفُه .
زلخ الزُّلخةَ : وَجَعٌ بأخذ فى الظهر حتى لا يتحركُ الإنسانُ من شدَّته . يقال : رماه الله بالزّلخَّة . قال الراجز : ... كأنَّ ظَهْرى أَخَذَتْه زُلخَّةْ ... لَمَّا تمطى بالَفِرىّ الِمْفضَخَةْ ... .
والدّلو الفاضخة أى العاسرة . وزلخَّة الله بالزَّلَّخة أَى أَصابه بها . فأُوصل الفعل إليها بعد حَذْف الجار كما يقول :