يخطب فجعل يتخَطّى رقاب الناس حتى صلَّى مع النبي A ; فلما فرغ من صلاته قال أما جَمَّعْتَ يا فلان ؟ فقال يا رسول الله ; أما رأيتني جّمعتُ معك ؟ فقال .
أني رأيتك آنَيْتَ وآذيت . أي أخَّرت المجىء قال الحطيئة ... وآنَيْتُ العشاء إلى سُهَيلٍ ... أو الشَّعْرَى فطال بي الأناءُ ... .
وهو التأني . حُكْمُ جعل في مثل هذا الموضع حكم كاد في اقتضائه اسما وخبرًا وهو فعلُ مضارع في تأويل اسم فاعل . وبينهما من طريق المعنى مسافةٌ قصيرة ; وهي أن كاد لمقاربة الفعل ومشارفته وجعل لابتدائه والخوض فيه . التجميع إتيان الجمعة وأداء ما عليه فيها . والمعنى أنه جعل تجميعه في فَقْد الفضيلة لإيذائه الناس بالتخطي وتأخيره المجىء كلا تجْميع ونظيرة لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد . من استمع إلى حديثِ قومٍ وهُمْ له كارهون صب في أُذُنيه الآُنكُ يَوْمَ القيامة . وروى ملأ الله مسامعه من البرم وروى ملأ الله سمَعْهَ من البِرْم .
آنك الأنك الأُسْرُبّ أعجمية . ومنه حديثه من جلس إلى قَيْنةٍ ليستمع منه صُبَّ في أُذُنَيه الآُنكُ يَوْمَ القيامة . البرم والبَيْرم الكُحْل الُمذاب القوم الرجال خاصة . قال الله تعالى لاَ يَسْخَرْ قَوْمُ من قَوْمٍ عسى أن يكُونُواْ خيراً منْهُمْ وَلاَ نساءُ من نِسَاِء . وقال زهير ... أقومٌ آلُ حِصْنَ أم نِسَاُء