وكان من لَدُنْ وَلىِ معاوية إلى أن وَلىِ مَرْوَان الحمار وظهر بُخرَاسان أمرُ أبى مُسْلم وَوَهَى أمْرُ بنى أُميّة نحوٌ من سبعين سنة . إنَّ رجلاً من المشركين بمؤتة سبَّ النبى صلى الله عليه وآله وسلم فطِفق يسبُّه فقال له رجل من المسلمين : والله لتكفّنّ عن شتْمه أو لأرْحَلنّكَ بسيفى هذا فلم يَزدْ إِلا استعراباً فضربه ضَرْبةً لَم تجُرْ عليه وتغاوَى عليه المشركون فقتلوه ثم أسْلمَ الرجلُ المضروب وحَسُنَ إسلامه فكان يقال له : الرّحَيِل . يقال : فلان يَرْحَلُ فلانا بما يكره أىْ يرْكَبُه به وأصْلُه من رَحَلْتُ الناقة . الإسْتْعِراب : الإفحاش فى القول وحقيقته أنْ يخرج فيه عن الكناية والتعريض إلى الإفصاح . ومنه : استعرب البعير جَرَباً إذا استعرب جَرَبهُ وظهر على عامّة جِلْدِه . الفراء : أجاز على الجريح وأجْهَزَ عليه بمعنى . التّغَاوِى : التَّجَمُّع ولا يكون إلا على سبيل الغِواية . علىٌّ عليه السلام قال سُليَمانُ بن صُردَ : أتيتُ عليَّا حينَ فرغَ من مَرْحَى الجمل فلما رآنى قال : تَزحْزَحْتَ وتربَّصْتَ وتَنَأنأْتَ فكيف رأيتَ الله صنع ! فقلت : يا أمير المؤمنين إنَّ الشَّأْوَ بَطيِن وقد بقَى من الأمور ما تعرف به صديقَك من عدوّك . فلماّ قام قلت للحسن : ما أغْنيتَ عنىّ شيئا . قال : هو يقول لك الآن هذا وقد قال لى يوم التْقى الناس ومشى بعضهم إلى بعض : ما ظنُّك بامرىءٍ جمع بين هذين الغاُريْن ؟ ما أرى بعد هذا خيرا ! .
رحى المرْحىَ : حيث تُدارُ رحَى الحرب يقال : رحيتُ الرّحَى ورحوتُها أى أردتها التّزَحْزُح : التباعد . تَنَأنأْت : أى فتَرتَ وامتنعتَ يقال : نَأْنأته فتنأنأ أى نَهْنَهْتهُ . النأنأ والنأناء والنأناء : الضعيف . قال أحد بنى غنْم : ... فلا أسمعنْ فيكم بأمْرٍ منأنِاء ... ضِعَيفِ ولا تَسْمَعْ به هامَتى بَعْدى