وهى في الأصل الأخبية فعلَى أن أصَله أَهلُ الدُّور وأهلُ البيوت فحذف المضاف واستمر على حَذْفه كقولهم : قريش وُمضَر . ومنه الحديث : ما بقيت دارٌ إلا بنى فيها مسجد ; أى قبيلة . قال صلى الله تعالى عليه وآله وسلم : من سِّيدُكم يا بنى سلمة ؟ قالوا : الجَدّ بن قَيْس على انا نُبَخِّلُه . فقال : وأىُّ داءِ أدْوَأ من البُخْل ؟ بل سِّيدكم الجَعْد القطط عمرو بن الجَمُوح فقال بعض الأنصار : ... وُسِّود عَمْرو بن الَجمُوح لجُوده ... وحَقَّ لعمرو ذى الندى أن يُسَّودا ... إذا جاءهُ السُّؤْالُ أنهْب ماله ... وقال خذوه إنه عائد غداَ ... وليس بخاطٍ خَطْوةَ لدنيةٍ ... ولا باسطٍ يوما إلى سوءةٍ يدا ... فلو كنتَ يا جدّ بن قيس على التى ... على مثلها عمروٌ لكنت المسوَّدا ... .
دوأ داء الرجل يدَاءَ داء فهو داءً والمرأة داءةٌ وتقديرهما فعل وفعلة . وفي كلام بعض الأعراب : كحلنى بما تُكحل به العيون الدّاءة ; فهو نظير شَاء في أن عينه حرف عّلِة ولامُه همزة أصلية غير منقلبة واما دَوِىَ يدوْى دوىَ فهو دوِ فتركيبُ برأسه . وليس لقائل أن يقول : إن دَاءٌ من دوى قلبت واوُه ألفا وياؤه همزة وجمع بين إعْلالِيْن . الَجْعد : الكريم الجواد وإذا ذُكِرَتِ اليد فقيل : جَعءد اليدين وجَعْد البَنِان وجَعْد الأصابع فهز اللئيم البخيل ويقال في ضدّه : سَبْط البنان ويده سَبْطة . وقد جاء القَطط تاكيدا له في المعنيين جميعاً ; فقالوا : للكريم : جَعْد قَطَط والّلئيم جَعْد اليدْين قطط قال : ... سمَحْ اليدين بما في رَحْل صاحبه ... جَعْد اليدين بما في رحله قَطَطٌ ... .
والقول في ذلك أن اليد إذا وصفت بالجعودة فقد وصفت بالانقباض الذي هو ضد الانبساط وهذا ظاهر أما وصف الرجل بذلك فلأنّ الغالب على العرب جُعٌودة الشعر وعلى العجم سُبوطته . قال : ... هل يُرْويِنْ ذَوْدَكَ نزْعٌ معد ... وساقيان سَبِطٌ وجَعْدُ