وفيه وجه آخر وهو أن الأصل ائتطّ افْتَعل من الأطِيط لأن العَتَمة وَقْتُ حلب الإبل وهى حينئذ تَئِطُّ أى تحِنّ وترقّ لأوْلاَدها وجعل الفعل للعِشاء وهُوَ لها اتساعا نحو قولهم : صيد عليه يَوْمَان ووُلِدَ له ستون عاما وصِدْنَا قنوين عمار رضى اللّه تعالى عنه وَشَى به رَجُلٌ إلى عُمَر فقال : اللّهم إنْ كان كذب علىَّ فاجعله مُوَطأ العَقب أى سلطانا يُتَّبَع ويُوطَأُ عَقِبه .
وطد ابن مسعود رضى اللّه تعالى عنه أتاه زِيَاد بن عَدِىّ فوَطَدَه إلى الأرْضِ وروى : فأَطَرَه وكان رجلا مَجْبُولا عظيما فقال عبداللّه : أَعْلِ عَنِّجْ فقال : لا حتى تخبرنى متى يهلك الرجل وهو يّعْلَم قال : إذا كان عليه إمام إن أطاعه أَكْفَره إن عصاه قتله أى وَطِئَه وغمزه إلى الأرض من قولهم : وَطَدْتُ الأرض أَطِدُها طِدَة إذا وطئتها أو رَدَسْتهاحتى تتصَلَّب والمِيطَدة ما يُوطَد به من خشبة أو غيرها ومنه حديث البَرَاء بن مالك رضى اللّه تعالى عنه : قال يوم اليمامة لخالد بن الوليد : طِدْنى إليك وكانت تصيبه عُرَوَاءمثل النفضة حتى يقطر أى ضمّنى إليك واغمرنى أَطَرَه : عطفه مجبول : عظيم الجِبِلّة أى الخِلْقَة أَعْلِ : من أَعْلِ عَنِ الوسادة وعَالِ عنها ارتفِعْ وتنحَّ عَنِّجْ : يريد عَنّى أكفَره : نسبه إلى الكفر وحَكَم به عليه