فصِنف تعلموه للمِرَاءِ والجهل . وصِنفٌ تعلَّموه للاستطالة والخَتْل . وصِنف تعلَّموه للتفقّه والعقل . فصاحب التفقه والعقل ذو كآبةٍ وحُزْن قد تنحَّى في بُرْنُسِه وقام الليل في حِنْدِسِه ; قد أَوْ كَدَتاه يَدَاه وأعْمدَتاه رِجْلاه ; فهو مُقْبِلٌ على شَأْنه عارفٌ بأهْلِ زمانه قد استوحش من كلِّ ذي ثقةٍ من إخوانه فشد الله من هذا أركانَه وأعطاه يوم القيامة أمانَه وذكر الصنفين الآخرين . تنحَّى : أي تعمّد للعبادة وتوجَه لها وصار في ناحيتها . قال : ... تَنَحَّى له عمروٌ فشكَّ ضُلُوعَه ... بنافِلةٍ نَجْلاء والخيلُ تَضْبُر ... .
أو تجنَّبَ الناس وجعل نفسه في ناحيةٍ منهم . وَكَده وأوْكَده ووَكَّده بمعنى إذا قَوَّاهُ . قال أبو عبيد : عَمَدتْ الشيء إذا أقمته وأعْمَدْته إذا جعلت تحته عمداً يريد أنه لا ينفكُّ مصلِّياً معتمداً على يديه في السجود وعلى رجليه في القيام فوصف يَدَيْه ورجليه بذلك ليؤذن بطول إعماله لها . ويجوزُ أن يكونَ أوْكَدتاه من الوَكد وهو العَمَل والجهد وأعْمَدتاه من العَمِيد وهو المريض ويريد أنَّ دوام كونه ساجداً وقائماً قد جهده وشفّه . الألف : علامة التثنية وليست بضمير وهي في اللغة الطائية