كما روى : إنَّه قال : زُرَّه ولو بشوكة . ومنه حديث عمر رضي الله تعالى عنه قال زِرّ بن حُبَيش : قدمتُ المدينة فخرجتُ يوم عيد فإذا رجلٌ مُتَلبِّب أَعْسَر أَيسر يمشي مع الناس كأَنه راكب وهو يقول : هَاجروا ولا تُهِجِّروا واتَّقُوا الأرنب أَنْ يَحْذِفها أحُدكم بالعصا ; ولكن ليذكّ لكم الأَسَل الرِّمَاح والنَّبْل . قال أبو عبيد : كلامُ العرب أَعسَرُ يَسَر وهو في الحديث أيْسر ; وهو العاملُ بِكلْتا يديه . وفي كتاب العين : رجل أَعْسَرَ يَسَر وارمرأةٌ عَسْرَاء يَسَرَة . وعن أبي زيد : رجل أَعْسَرَ يَسَر وأعسرُ أَيسر والأعسر من العُسْرَى وهي الشِّمال ; قيل لها ذلك ; لأنه يتعسَّر عليها ما يتيسُّر على اليمنى . وأما قولهم اليُسْرى فقيل : إنَّه على التفاؤل . التهجُّر : أن يتشبَّه بالمهاجرين على غر صِحَّة وإخلاص . الرِّماح والنبل : بدل من الأَسلَ وتفسير له ; قالوا : وهذا دليل على أن الأسَل لا ينطلق على الرماح خاصة ولقائل أن يقول : الرِّماح وحدها بَدَل والنَّبْل عطف على الأَسَل .
لبن عليكم بالتَّلْبِينة والذي نفسُ محمد بيده إنَّه ليغسلُ بَطْنَ أحَدِكم كما يَغْسِلُ أحدُكم وَجْهَهُ من الوسَخ وكان إذا اشتكى أحدٌ من أهله لم تزل البُرْمَة على النار حتى يأتي على أَحَد طَرَفَيْهِ . هي حِساء من دقيق أو نخالة يُقَال له بالفارسية السُّبُوساب وكأنه لشبهه باللبن في بياضه سمى بالمرة من التَّلْبين مصدر لَبَّن القوم إذا سقاهم اللبن . حكى الزيادي عن العرب : لبَّناهم فلَبَنُوا ; أي سقيناهم اللبن فأصابهم منه شِبْهُ سُكْر