والخير من يديك والرغبةُ في العمل إليك لَبَّيْك ! لَبَّيْك ! وقد سبق الكلام في سَعْدَيك في سع . وفي حديث عروة C تعالى : أنه كان يقول في تَلْبيتة : لبَّيْك ربَّنا وَوحَنَانَيْك . هو استرحام أي كلما كنتُ في رحمةٍ وخير فلا ينقطعن ذلك ولْيَكُن موصولا بآخر . قال سيبويه : ومنَ العرب منْ يقول : سبحان الله وحَنَانيه ; كأنه قال : سبحان الله واسترحاما . وفي حديث علقمة C تعالى : قال للأسود : يا أبَا عَمْرو ; قال : لبَّيْك . قال : لبَّى يدَيْك ; أي أطيعك واتصرّف بإرادتك وأكونُ كالشيء الذي تُصَرِّفه بيديك كيف شئت . وأنشد سيبيويه : ... دَعْوتُ لِمَا نَابَنِي مِسْوَراً ... .
فَلَبَّي فَلَبَّيْ يَدَيْ مِسْوَرِ ... .
استشهد بهذا البيت على يونس في زَعْمه أنَّ لبَّيْك ليس تثنية لَبّ وإنما هو لَبَّى بوزن جَرَّى قلبت ألفه ياء عند الإضافة إلى المضمر كما فعل في عليك وإليك