والعوان : التي وقعت مُخْتلَسَةً فأَخْوَجَت إلى المُعَاودة ; شُبِّهتْ بالمرأة العوان وهي الثّيب . ومنه حرب عوان وحاجة عوان ويجوز أن يراد أنه كان يوقعها على صفَةٍ في الشدّة لم يسبقه إلى مثلها أحد من الأبطال . مجاهد C تعالى من اسماء مكة بكة وهي أم رحم وهي أم القرى وهي كوثى وهي الباسة وروي الناسة .
بكك : قيل : سميّت بكّة لبتاكّ الناس فيها ; وهو ازدحامهم . وقيل : لأنها تبك أعناق الجبابرة ومن الحد فيها بظلم ; أي تدقها . وهي الباسَّة أو النَّاسَّة ; لأنها تبُسهمَ أي تطردهم . وتنسُّهم أي تَزْجُرهم وتسوقهم . وأم رحم : أصل الرحمة يقال : رَحَمِة رَحماً ورُحْما . قال الله تعالى : وأَقْرَب رُحْماً قرئ باللغتين وقال زهير : ... ومن ضريبته التَّقْوى ويَعْصُمِه ... من شيىء منسيء العثرات والله والرّحُمُ ... .
وقيل في أم القرى : لأنها أول الأرض وأصْلها ومنها دحيت . وكوُثى : بقعة بمكة وهي محلّة بني عبدالدار وقال ... لعن الله مُنْزلاً بَطْن كُوثى ... ورماه بالفقر والإمعار ... ليس كُوثى العْرِاق أعْنى ولِكْن ... كوُثة الدَّار دار عبدالدَّار ... .
يريد بكوثى العراق ; قرية ولديها إبراهيم صلوات الله عليه . الحجاج كتب إلى عامل له بقارس : ابعث إلّى بعسَل أبْكار من عَسل خْلاَّر من الدَّسْتفشار الذي لم تمسه النار . اراد أبكار النحل وهي أفتاؤها ; لأن العسل إذا كان منها كان أطيب وقيل أراد أن أبْكار الجواري يلينة . والأول أصحّ لأنه قد روى : ابعث إلى بعسل من عَسلُ خٌلار من النَّحْل الأبْكارِ