أبيهما فاحْفَظ اللهم نبيَّك في عَمِّه ; فقد دَلَونا به إليك مستشفعين ومُسْتغْفِرين . ثم أَقْبَل على الناس فقال : استَغْفِروا ربكم إنَّه كانَ غفَّاراً يُرْسل السماءَ عليكُم مِدْراراً ويُمْدِدكم . . . إلى قوله : أنهاراً قال الراوي : ورأيت العباس وقد طَالَ عُمَر وعيناه تَنْضَحان وسَبَائِبه تَجَول على صَدْرِه وهو يقول : اللهم أنتَ الرَّاعي لا تهمل الضّالة ولا تدع الكسير بدَارِ مَضْيعة ; فقد ضَرَع الصغير ورقَّ الكبير وارتفعت الشكوى وأنت تعلم السرّ وأخفى . اللهم فأغِثْهم بِغيَاثك من قبل أَن يَقْنَطوا فيهلكوا ; فإنه لا ييأس من رَوْح الله إلا القوم الكافرون . فنشأت طُريْرَة من سَحَاب . وقال : الناس : ترون ترون ؟ ثم تلامَّت واستَتَمَّت ومشت فيها ريح ثم هدَّت ودَرّت ; فوالله ما بَرِحوا حتى اعتلقوا الحِذَاء وقلَّصُوا المآزِر وطَفِق الناس بالعباس يمسحون أَركانَه ويقولون : هنيئاً لك ساقي الحرمين . قَفِيَّة آبائِه : تِلْوهم وتَابعهم . يقال : هذا قَفِيُّ الأشْيَاخِ وقَفِيَّتُهم إذا كان الخَلَف منهم ; من قَفَوْت أَثره . ذهب إلى استسقاء أبيه عبدالمطلب لأهل الحرم وسقْى الله إياهم به . وقيل : هو المُخْتَار من القَفِيّ وهو ما يُؤْثَر به الضَّيفُ من طعام . واقْتَفاه : اختاره . وهو القِفْوة نحو الصِّفْوَة من اصطفى . يقال : هو كُبْر قومه بالضمّ إذا كان أقعدهم في النَّسب وهو أن ينتسب إلى جده الأكبر بآباء قليل . قال المَرَّار : ... وَلى الْهَامة فيهم والكُبُرْ ... وأما الكِبْر بالكسر فعُظم الشي . يقال : كِبْرُ سِيَاسةِ النَّاس في المال وروى : الفرَّاء فيه الضم كما قيل : عُظْم الشيء لمُعْظمه وزعم أن قوله تعالى : والذي تولى كِبْرَه منهم قرئ باللغتين