قشب كان رضي الله تعالى عنه بمَكَّةَ فوجد طيبَ ريح فقال : مَنْ قَشَبَنَا ؟ فقال معاوية : يا أميرَ المؤمنين : دخلتُ على أم حبيبة فَطَيَّبتَني وكستني هذه الحُلّة ; فقال عمر : إنَّ أخا الحاج الأشْعثُ الأدْفر الأَشْعَر . الفَشْب : الإصابة بما يُكره ويُسْتَقْذَر . قال النابغة : ... فَبِتُّ كَأَنَّ العائدات فَرَشْنَنِي ... هَرَاساً به يُعْلَى فِرَاشِي ويُقْشَب ... .
من القَشب وهو القذَر والقَشِب : الذي خالطه قَذر وما أقْشَبَ بيتَهم ; أي ما أقذره ! ومنه : قَشَبَه ; إذا رماه بقبيح ولطخه به . وقَشَب الطعام : خلطه بالسّم . وقشبه الدخان ; إذا آذاه رِيحُه وبلغ منه . ومنه الحديث : إنَّ رجلاً يمرُّ على جسر جنّهم ; فيقول : قَشَبَني رِيحُها . والذي له استخبث تلك الرائحة الموجودة من معاوية بن أبي سفيان حتى سمى إصابتها قَشْبا مخالفتُه السنَّة وتَطَيّبه وهو مُحْرِم . وفي حديثه رضي الله تعالى عنه : إنه قال لبعض بَنِية : قَشَبَك المال . أي أفسدك وخَبَلَكَ .
قشع أبو هُرَيرة رضي الله تعالى عنه لو حدَّثتُكم بكلّ ما أَعلم لرميتوني بالقِشَع . وروى : بالقَشْع . قيل : هي الجلود اليابسة . وقيل : المَدَر والْحجارة لأنها تُقْشع عن وجه الأرض ; أي تُقْلَع . ومنه قيل للمَدَرَة : القُلاعة . جمع قَشْعة كبِدَر وبَدْرَة . وقيل القِشَع ما يَقْشَعُه الرجلُ من النُّخامة من صَدْره ; أي لَبَزَقْتُم في وجهي . وفي القَشْع : الأحمق ; أي لدعوتموني بالقَشْع وحَمَّقْتُمُونِي