قسم علي رضي الله تعالى عنه أَنا قَسِيمُ النار . أي مُقاسمها ومُساههما . يعني أن أصحابه على شَطْرين : مُهتدون وضالون ; فكأنَّه قَاسَمَ النارَ إياهم فَشَطْرٌ لها وشَطْرٌ معه في الْجنة .
قسا ابن مسعود رضي الله تعالى عنه بَاعَ نُفاية بيت المال وكانت زُيُوفاً وقِسْياناً بدون وَزْنِها فَذَكر ذلك لعُمر فنهاه وأمره أن يَرُدَّها . هو جمع قَسِيّ كصِبْيان في صَبيّ وكلاهما وَاويّ ; بدليل قولهم : الصبْوة وقَسَا الدرهمُ يَقْسو . ومنه حديث ابن مسعود Bه : إنه قال لأصحابه : كيف يَدْرُس العلم أو قال : الإسلام ؟ فقالوا : كما يخلُق الثوب أو كما تَقْسُو الدراهِم : فقال : لا ; ولكنْ دُروسُ العلم بموت العلماء . قال الأصمعي : وكأن القَسِيّ إعراب قَاشِيّ ; وهو الرديء من الدراهم الذي خالطه غُشّ من نُحاس أو غيره . وقرئ : وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُم قَسِيَّةً ; وهي التي ليست بخالصة الإيمان . وقال أبو زُبيد الطائي : يذكر المساحي : ... لها صواهل في صُمِّ السِّلامِ كما ... صاح القَسِيّاتُ في أيدي الصياريفِ ... .
وعن عبدالله بن مسعود : ما يَسُرُّني دِينُ الذي يأتي العَرَّاف بدرهم قَسِيّ . وعن الشّعبي C تعالى أنه قال لأبي الزناد : تأتينا بهذه الأحاديث قَسِيَّة وتأخذها مِنَّا طَازَجة . وقيل : هو من القَسْوة ; أي فضة صُلبة رديئة . الطَّازَجة : الصِّحاح النقاء تعريب تَازَه بالفارسية