قُتِل معك يومَ أُحُد وقد اسْتَفَاء عَمُّهما ما لَهما ومِيراثَهما كلَّه . فنزلت آية المواريث أيْ أخذَه ; من قولهم : استفاء فلان ما في الأوعية واكْتَاله ; ومنه : استفاءني فلان ; إذا ذهب بي عَنْ هَواي كنْتُ عليه إلى هَوَى نفسه وهو يستفيء الخير ويَسْتَرِيعه ويتفيّؤه ويتريّعه ; أي يجمعه إليه حتى يفيء إليه ويريع ; أي يرجع .
فيض أبو بكر رضي الله تعالى عنه افاض وعليه السكينة ; وأوْضعَ في وادِي مُحَسَّر . الإفاضة في الأصل : الصّبّ ; فاستعيرت للدفع في السَّيْر ; كما قالوا : صَبَّ في الوادي .
ومنه حديثه A : ثم صَبَّ في دَقْران . وأصلُه أفاضَ نَفْسَه أو راحِلَته ; ولذلك فسروه بدفع ; إِلاّ أنهم رَفَضُوا ذِكْرَ المفعول . ولرفضهم إياه أشْبَهَ غير المتعدي ; فقالوا : البعير بِجرَّته ; وأَفاض بالقِداح إذا دفعها وضربَ بها . الإيضاع : حَمْلُ البعير على الوَضْع ; وهو سَيْرٌ سهل حَثِيث دون الدَّفْع . طَلْحة رضي الله تعالى عنه اشترى في غزوة ذي قَرَدٍ بئراً فَتَصَدَّق بها ونَحَر جَزُوراً فاطعمها الناس ; فقال له رسول الله A : يا طَلْحة أَنتَ الفَيّاض ! فَسُمِّي فَيَّاضاً . هو الواسع العَطاء ; مِنْ فَاض الإناءُ إذَا امتلأ حتى انْصَبَّ من نواحيه ; ومنه قولهم : أعْطاني غَيْضاً مِنْ فَيْضٍ إذا أعطاك قليلاً والمالُ عنده كثير . قال زهير : ... وأبيضَ فياضٍ يَدَاهُ غَمامةٌ ... على المُعْتفِين ما تُغِبُّ نَوافِلُهْ ... .
وكان طلحةُ أحدَ الأجواد قَسّم مرة في قومه أربعمائة ألف . في الحديث في ذكر الدجال : ثم يكونُ على أثر ذلك الفيض