فقد أبو الدَّرداء رضي الله تعالى عنه من يَتَفَقَّدْ يَفْقِدْ ومن لا يُعِدّ الصبرَ لفواجعِ الأمور يَعْجِزْ إنَ قارَضْتَ الناسَ قارضوك وإنْ تركْتَهم لم يتركوك ; وإن هَرَبْتَ منهم أدركوك . قال الرجل : كيف أصنع ؟ قال : أقْرِضْ من عِرْضِك ليوم فَقْرِك . أي من يتفقد أحْوَال الناس ويتعرفْها عَدِمَ الرضا . المقارضة : مُفَاعَلة من القَرْض ; وهو القَطْع ; وُضِعَت موضعَ المُشاتمة ; لما في الشَّتْم من قَطْعِ الأعراض وتمزيقها ; ولو رُوِيت بالصاد لم تُبتعد عن الصواب ; من قولهم للشتائم قَوَارص . قال الفرزدق : ... قَوارِص تَأْتيني وتحتقرونَها ... وقد يملأُ القَطْر الإناء فَيُفْعَمُ ... .
والقَرْص نحوٌ من القَرْض ; يقال : قَرَصَتِ المرأةُ العجينَ . ومنه القُرْص ولجام قَرّاص وقَرُوص : يُؤذِي الدابة عن المازني . وأنشد : ... ولولا هُذيلٌ أَنْ أسوءَ سَراتَها ... لألْجمْتُ بالقَرَّاصِ بِشْر بن عائِذِ ... .
يعني إن أسأت إليهم قابلوك بنحو إساءتك وإن تركتهم لم تسلم منهم وإن ثّلَبك أَحد فلا تشتغل بمعارضته وَدَعْ ذلك قرضاً لك عليه ليوم الجزاء .
فقع ابن عباس رضي الله تعالى عنها نهى عن التَّفْقِيع في الصلاة . هو الفَرْقَعة ومنه فَقَّع الوردةَ تَفْقِيعاً إذا أدارَها ثم ضَرَبها فانشقت فصوّتت ; ومنه فَقَّع به وإنه لَفَقّاع شديد . أم سَلَمة رضي الله تعالى عنها قالت لها امرأة : زَوْجي تُوفّي أفاكْتَحِل ؟ فقالت : لا والله لا آمرك بشيء نهى الله ورسوله عنه وإن تَفَاقعتْ عيناك . أي ابيضّتا ; من قولهم : أبيض فِقِّيع : وعن الجاحظ : الفَقِيع من الحمام كالصِّقْلابي من الناس . والفِقْعُ من الكَمْأَة : الأبيض أو انشقَّتا وهَلَكتا من التَّفَقّع ; وهو