قيل للسِّفْلة كَرَع تشبيها بالكَرَع وهي الأوظفة قال النَّضر : يقال : جَمَلٌ شديد الكَرَع ; أي الأوظفة ولا يُوحَّد الكَرَع . وعن عُرْوة C تعالى : أنه قال لابن عباس Bهما : ما هذه الفُتْيَا التي تَفَشَّغَتْ عَنْك ؟ أيْ انتشَرَتْ .
فشش أبو هريرة رضي الله تعالى عنه إنَّ الشيطانَ يَفُشُّ بين أَلْيَتَي أَحَدِكم حتى يُخَيَّلَ إليه أنه قد أَحْدَث فإنْ وَجَدَ ريحاً أو سَمِع صَوْتاً فليتوضأ وإلا فَلاَ . أي يَتْفُخُ نَفْخاً يشبه خروجَ الريح ; من فَشَّ الوَطْبَ يَفٌشُّه إذا أخرج ريحَه ومنه المثل : لأفشنّك فَشّ الوَطْب . قال ابن لَبِينة : جئتُه وهو جالس في المسجد الحرام وكان رجلاً آدمَ ذا ضَفِيرتين أفْشَغَ الثّنِيَّتَين فسألتُه عن الصلاة فقال : إذا اصطفق الآفاق بالبَيَاض فصلِّ الفَجْر إلى السَّدَفِ وإياكَ والحَنْوة والإفْغَاء . أرادَ ناتئ الثَّنِيَّتَيْن خارجهما عن نَضَد الأسنان ومنه قولهم : ناصية فَشْغاء وهي المنتشرة . الاصطفاق : الاضطراب يقال اصطفقَ القومُ ; إذا اضطربوا وهو افتعال من الصَّفْق ; تقول : صفقتُ رأسَه بيدي صَفقَةً ; إذا ضربته قال : ... ويومٍ كِظلِّ الرُّمْحِ قَصَّرَ طولَه ... دَمُ الزِّقِّ عَنّا واصطِفاقُ المَزاهِرِ ... .
والمعنى : انتشار ضوء الفَجْر في الآفاق وانبساطه فيها ; فجعل ذلك اصطفاقاً واضطراباً من الآفاقِ به ; كما تقول : اضطرب المجلس بالقوم وتدفقت الشِّعاب بالماء . السَّدَف : الضوء ; ومنه قولهم : أسدِفْ لنا ; أَيْ أَضيء لنا . قال أبو عمرو : إذا كان رجل قائم بالباب قلت له : أَسْدِفْ ; أي تَنَحَّ حتى يُضيء البيت