حِدْثَان وسُرْعان مَخْرَجُهُ .
قال عمرو لمعاويةَ ما زِلْتُ أَزُمُّ أَمْرَك بِوَذائِلِهِ الوَذائلُ جمعُ وَذِيلة وهي السبيكةُ من الفِضَّةِ .
قال عليٌّ عليه السلام لئِن وُلِّيتُ بني أُميَّة لأَنْفُضَنَّهُمْ نَفْضَ القَضَّابِ الوِذَامِ التَّربة الوِذام واحدها وَذَمةٌ وهي الخُزَّة من الكِرْش أو الكَبِدِ .
ومنه قيل لسيورِ الدِّلاءِ الوَذَمُ لأنَّها مَقْدُودةٌ طِوَالٌ والتِّرابُ التي سَقَطَتْ في التُّراب فَتَتَرَّبَتْ والقَصَّابُ يَنْفُضُها فأراد أميرُ المؤمنين لأُطَهِّرَنَّهُم مِنَ الدَّنَسِ ولأُطَيِّبَنَّهُمْ بَعْدَ الخُبْثِ هذا قولُ أبي عبيد والأصمعيُّ وقد رواه بَعْضُهُم نَفْضَ القَصَّاب التِّرَابِ الوَذِمة وكان الأصمعيُّ يراه غَلَطًا وحَكَى الأزهريُّ في تفسيره أنَّ أصل التِّرَابِ ذِرَاعُ الشَّاة والسَّبُعُ إذا أَخَذَ شاةً قَبَضَ على ذَلِكَ المكان فَنَفَض الشَّاة ورواه بَعْضُهم نَفْضَ التِّرَاب جَمْعُ تِرْبٍ وسُئِلَ أبو هريرةَ عن كَلْب الصَّيْدِ فقال إذا وذَّمْتَهُ وأَرْسَلْتَهُ وذَكَرْت اسمَ اللهِ عليه فَكُلْ قال الأزهريُّ تَوْذيمُ الكَلْبِ أَنْ يُشَدَّ في عُنُقِهِ سَيْرٌ يُعْلَمُ به أنَّه مُعَلَّمٌ وقال ابن قتيبة وذَّمْتُهُ أي شَدَدْتُهُ وأَمْسَكْتُهُ والأصْلُ فيه الوِذام وهي سيورٌ تُقَدُّ طَوْلاً وَاِحدتُهَا وَذمَةٌ وإِنَّما أراد بِتَوْذيمه أنه لا يَطْلُبَ الصيد بعد إرسالٍ ولا تَسْمِية