إِسناده والقَطْع لما لم أعرفْه وأشبعت ذلك بذكر الاشتقاق والمصادر والشواهد من الشِّعر وكرِهْتُ أن يكون الكتاب مقصورا على الغريب فأوْدَعْته من قِصار أخبار العرب وأمثالها وأحاديث السَّلَف وألفاظهم ما يُشاكل الحديث أو يوافق لفظُه لفظَة لتكثُر فائدة الكتاب ويَمْتَع قارئه ويكون عَوْناً على معرفته وتحفُّظه ولم أعرض لشيء ممَّا ذكره أبو عُبَيْد إلا أحاديث وَقَع فيها ذلك فنبَّهْتُ عليه ودلَلْت على الصَّواب فيه وأفردْت لها كتاباً يدعى كتاب إِصلاح الغَلَط وإلا حروفاً تعْرِض في باب ولا يعمل ذلك الباب إلا بذكرها فذكرتها بزيادة في التفسير والفائدة ولن يخفى ذلك على من جَمَع بين الكتابين وكنت حين ابتدأت في عمل الكتاب اطْلعت عليه قوماً من حَمَلة العلم والطَّالبين له وأعجلتهم الرغبة فيه والحِرْصُ على تدوينه عن انْتظار فراغي منه وسألوا أنْ أخرج لهم من العمل ما يرتفع في كلّ أسبوع ففعلْتُ ذلك حتى تمَّ لهم الكتاب وسَمِعُوه وحَملَهُ قوم منهم إلى الأمصار ثم عَرضَتْ بعد ذلك أحاديث كثيرة فعملت بها كتاباً ثانياً يُدْعَى كتاب الزوائد في غريب الحديث ثم تدبرت الكتابين فرأيت الأَصْوَب في الرأي أنْ أجمعهما وأقدِّم ما سبيله أنْ يُقَدَّم وأوخِّر ما سبيله أنْ يؤخَّر وأحذف ما سبيله أن يُحْذَف فمن رأى ذينك الكتابين على غير تأليف هذا الكتاب فليعلم أنَّها شيء واحد وأنَّ الاختلاف بينهما إِنَّما هو بتقديم وتأخير ومكرر من التفسير ورأيت أنْ أفتح كتابي هذا بتبيين الألفاظ الدائرة بين الناس في الفقه وأبوابه