{ جهد } ... فيه [ لا هِجْرة بَعْد الفَتْح ولكن جهادٌ ونِيَّة ] الجِهاد : مُحارَبة الكُفار وهو المُبَالَغة واسْتِفْراغ ما في الوُسْع والطَّاقة من قول أو فعْل . يقال جَهَد الرجُل في الشَّيء : أي جَدَّ فيه وبالَغ وجَاهَد في الحَرْب مُجاهَدَة وجهاداً . والمراد بالنية إخْلاصُ العمَل للّه تعالى : أي إنَّه لم يَبْقَ بعد فتْح مكة هِجْرة لأنَّها قد صَارَتْ دار إسْلام . وإنما هو الإخْلاص في الجهاد وقِتال الكُفَّار .
- وفي حديث معاذ رضي اللّه عنه [ أجْتَهِدُ رَأيي ] الاجْتِهادُ : بَذْل الوُسْع في طَلَب الأمر وهو افْتِعَال من الجُهْد : الطَّاقة . والمرادُ به : رَدّ القَضِيَّة الَّتي تَعْرض للحاكم من طَرِيق القِياس إلى الكتاب والسُّنَّة . ولم يُرِدِ الرَّأي الذي يَراه من قِبَل نَفْسِه من غَيْر حَمْل على كِتَاب أو سُنَّة .
- وفي حديث معْبَد [ شاة خَلَّفَها الجَهْد عن الغَنم ] قد تكرر لفظ الجَهْد والجُهْد في الحديث كثيرا وهو بالضم : الوُسْع والطَّاقة وبالفَتْح : المَشَقَّة . وقيل المُبَالَغة والْغَايَة . وقيل هُمَا لُغتَان في الوُسْع والطَّاقَة فأمَّا في المشَقَّة والْغَاية فالفتح لا غير . ويريد به في حديث أم معْبَد : الهُزَال .
- ومن المضموم حديث الصدقة [ أيُّ الصَّدَقة أفْضَل ؟ قال : جُهْد المُقِلّ ] أي قَدْر ما يَحْتَمِله حال القَليل الْمال .
( ه ) ومن المفتوح حديث الدعاء [ أعوذ بك من جَهْد البَلاء ] أي الْحَالَة الشَّاقَّة .
- وحديث عثمان رضي اللّه عنه [ والناس في جَيْش العُسْرة مُجْهِدُون مُعْسِرون ] يقال جُهدَ الرجُل فهو مَجْهُود : إذا وَجَد مَشَقَّة . وجُهِدَ الناس فهُم مَجْهُودُون : إذا أجْدَبُوا . فأما أجْهَد فهو مُجْهِدٌ بالكَسْر : فمعناه ذُو جَهْد ومَشَقَّة وهو من أجْهَد دابَّته إذا حَمَل عليها في السَّير فوق طاقَتها . ورَجُل مُجْهِد : إذا كان ذَا دَابَّة ضَعيفة من التَّعَب . فاستعاره للحال في قلَّة الْمال . وأُجْهِد فهو مُجْهَد بالفتح : أي أنه أوُقعَ في الجهَد : المشَقَّة .
( س ) وفي حديث الغُسْل [ إذا جَلسَ بَيْن شعَبها الأرْبَع ثم جَهَدهَا ] أي دَفَعَها وحَفَزَها . يقال جَهَد الرجُل في الأمر : إذا جَدَّ فيه وبالغ .
- وفي حديث الأقْرع والأبْرص [ فَوَاللّه لا أجْهَدُك اليومَ بِشَيء أخَذْتَه للّه ] أي لا أشقُّ عليك وأرُدُّك في شيء تَأخُذه من مالي للّه تعالى . وقيل : الجَهْد من أسماء النكاح .
[ ه ] وفي حديث الحسن [ لا يُجْهد الرجُلُ مالَه ثم يَقْعد يَسأل الناسَ ] أي يُفَرّقه جَميعَه ها هنا وها هنا .
( ه ) وفيه [ أنه صلى اللّه عليه وسلم نزَلَ بأرضٍ جَهَاد ] هي بالفتح : الصُّلْبة . وقيل : التي لا نَبَات بها