{ نوم } ( س ) فيه [ أنْزَلْتُ عليك كتابا تَقْرؤه نائِما ويَقْظَانَ ] أي تَقْرَؤه حِفظا في كل حالٍ عن قلبك .
وقد تقدّم مبسوطا في حرف الغين مع السين .
( س ) وفي حديث عِمْرانَ بن حُصَين رضي اللَّه عنه [ صلِّ قائما فإن لَم تَسْتَطع فقاعدا فإن لم تستطع فنائما ] أراد به الإضْطِجاع . ويدلُّ عليه الحديث الآخر [ فإن لم تَسْتَطع فعلى جَنْبٍ ] وقيل : نائما : تصْحيف وإنما أراد قائما أي بالإشارة كالصَّلاة عند التحام القِتال وعلى ظَهْر الدّابة .
وفي حديثه الآخر [ من صلَّى نائما فله نصف أجْرِ القاعد ] قال الخطَّابي ( انظر معالم السنن 1 / 225 ) : لا أعلَم أنّي سمعت صلاة النائم إلاّ في هذا الحديث ولا أحْفظ عن أحَد من أهل العلم أنه رخَّص في صلاة التَّطَوّع نائما كما رَخَّص فيها قاعداً فإن صَحَّت هذه الرواية ولم يكن أحد الرُّواة أدرَجهُ في الحديث وقاسه على صلاة القاعد وصلاة المريض إذا لم يَقْدِر على القُعود فتكون صلاةُ المُتطوِّع القادر نائما جائزة واللَّه أعلم .
هكذا قال في [ مَعالم السُّنَن ] وعاد قال في [ أعلام السُّنَّة ] كنت تأوَّلْتُ هذا الحديث في كتاب [ المعَالم ] على أن المراد به صلاةُ التطّوع إلا أنَّ قولَه [ نائما ] يُفْسد هذا التأويلَ لأن المُضْطَجِعَ لا يُصلّ ] التطوّع كما يُصلي القاعد فرأيت الآن أنّ المراد به المريضُ المُفْتَرِض الذي يُمكنُه أن يتَحامَل فَيقْعُد مع مَشَّقة فجعل أجْرَه ضِعْفَ أجره إذا صلّى نائما ترغيبا له في القُعود مع جَواز صلاتِه نائما وكذلك جَعل صَلاته إذا تَحامل وقام مع مَشقَّة ضِعفَ صلاته إذا صلّى قاعدا مع الْجواز . واللَّه أعلم .
- وفي حديث بلال والأذان [ عُدْ وقُلْ : ألا إنّ العَبْدَ نَام ألا إنّ العَبْدَ نَام ] أراد بالنَّوم الغَفْلَة عن وقت الأذان . يقال : نام فلان عن حاجَتي إذا غَفَل عنها ولم يَقُم بها .
وقيل : معناه أنه قد عادَ لِنَومه إذ كان عليه بَعْدُ وَقْتٌ من الليل فأراد أن يُعْلَمَ الناسَ بذلك لئلا يَنْزَعِجوا من نَوْمهم بسَماع أذانِه .
( س ) وفي حديث سَلَمة [ فَنَوَّموا ] هو مُبالغة في ناموا .
- وفي حديث حذيفة وغزوة الخندق [ فلما أصْبَحْتُ قال : قُم يا نَوْمانُ ] هو الكثير النَّوم وأكثر ما يُسْتَعْمل في النِّداء .
- ومنه حديث عبد اللَّه بن جعفر [ قال للحُسين ورأى ناقَته قائمةً على زِمامِها بالعَرْج وكان مريضا : أيُّها النَّوم . وظنّ أنه نائم وإذا هو مُثْبَتٌ وجَعاً ] أراد أيُّها النائم فوَضع المَصْدر موضِعه كما يقال : رجلٌ صَوْم : أي صائم .
( ه ) وفي حديث عليّ [ أنه ذكر آخر الزَّمان والفِتَن ثم قال : خَير أهل ذلك الزمان كلُّ مُؤمنٍ نُوَمةٍ ] النُّوَمَة بوزن الهُمَزة : الخامِلُ الذِّكْر الذي لا يُؤْبَه له .
وقيل : الغامض في الناس الذي لا يَعْرِف الشَّر وأهلَه .
وقيل : النُّوَمَة بالتحريك : الكثير النَّوْم . وأما الخامل الذي لا يُؤْبَه له فهو بالتَّسْكين .
ومن الأول : ( ه ) حديث ابن عباس [ أنه قال لعليّ : ما النُّوَمة ؟ قال : الذي يَسْكُتُ في الفتْنة فلا يَبْدُوا منه شَيءٌ ] .
( ه ) وفي حديث علي [ دَخَل عَلَيَّ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم وأنا على المَنَامة ] هي ها هنا الدُّكَّان التي يُنام عليها وفي غير هذا هي .
القَطيفة والميم الأولى زائدة .
- وفي حديث غزوة الفتح [ فما أشرَف لهم يومئذ أحدٌ إلا أنامُوه ] أي قتلوه . يُقال نامَت الشاةُ وغيرُها إذا ماتَتْ والنائمة : الميِّتة .
( ه ) ومنه حديث علي [ حثَّ على قتال الخوارج فقال : إذا رأيتُموهم فأنيمُوهُم ]