{ مكن } ( ه ) فيه [ أقِرّوا الطيرَ على مَكِناتِها ] المَكِناتُ ( هذا شرح أبي عبيد كما ذكر الهروي ) في الأصل : بَيْض الضَّباب واحدتها : مَكِنةٌ بكسر الكاف وقد تُفْتَح . يقال : مَكِنَت الضَّبَّة وأمْكَنَت .
قال أبو عبيد : جائزٌ في الكلام أن يُسْتعارَ مَكْنُ الضَّباب فيُجعَل للطير كما قيل : مَشافِرُ الحَبَش وإنما المَشافِرُ للإبِل .
وقيل : المَكِناتُ : بمعنى الأمكِنة . يقال : الناس على مَكِناتِهم وسَكِناتهم : أي على أمْكِنَتهم ومَساكِنهم .
ومعناه أن الرجلَ في الجاهلية كان إذا أراد حاجةً أتَى طيراً ساقِطاً أو في وَكْرِه فَنَفَّرَهُ فإن طارَ ذاتَ اليمين مَضَى لحاجتِه . وإن طارَ ذاتَ الشِّمال رجع فنُهُوا عن ذلك . أي لا تَزْجُروها وأقِرُّوها على مواضِعها التي جعلها اللّه لها فإنها لا تَضُرُّ ولا تَنْفَع .
وقيل ( القائل هو شَمِر كما في الهروي ) : المَكِنةُ : من التَّمَكُّن كالطَّلِبةِ والتَّبِعةِ من التَّطَلُّب والتَّتَبُّع . يقال : إنَّ فلاناً لّذُو مَكِنةٍ من السلطان : أي ذو تَمَكُّنٍ . يعني أقِرّوها على كلِّ مَكِنةٍ تَرَوْنَها عليها ودَعُوا التَّطيُّر بها .
وقال الزمخشري : يروَى ( انظر الفائق 3 / 43 ) [ مُكُناتِها ] جمع مُكُنٍ ومُكُنٌ : جمع مَكانٍ كصُعُداتٍ في صعُدٍ وحُمُراتٍ في حُمُر .
- وفي حديث أبي سعيد [ لقد كنا على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يُهْدَى لأِحدِنا الضَّبَّة المَكُونُ أحبُّ إليه من أن تُهْدَى إليه دَجاجَةٌ سَمينةٌ ] المَكُونُ : التي جَمَعَت المَكْنَ وهو بَيْضُها . يقال : ضَبَّةٌ مَكُونٌ وضَبٌّ مَكُونٌ .
- ومنه حديث أبي رَجاء [ أيُّما أحَبُّ إليك ضَبٌّ مَكُونٌ أو كذا وكذا ؟ ]