{ كيل } ( س [ ه ] ) فيه [ المِكْيال مِكيال أهلِ المدينة والميزان ميزانُ أهل مكة ] قال أبو عبيد : هذا الحديث أصل لكل شيء من الكَيل والوَزْن وإنما يأتَمُّ الناس فيهما بهم والذي يُعْرَف به أصلُ الكيل والوزْن أنَّ كلَّ ما لَزمه اسم المَخْتُوم والقَفيز والمَكُّوك . والصاع والمُدّ فهو كَيل وكلَّ ما لزِمَه اسمُ الأرْطال والأمْناء ( في الهروي : [ والأمنان ] وقال صاحِب المصباح : [ المَنَا : الذي يُكال به السمنُ وغيره . . . والتثنية مَنَوَان والجمع أَمناء : مثل سبب وأسباب . وفي لغة تميم : مَنٌّ بالتشديد والجمع أمنان والتثنية مَنَّان على لفظه ] ) والأوَاقيّ فهو وزْن ( هذا آخر كلام أبي عبيد . وما يأتي من كلام أبي منصور الأزهري . كما في الهروي ) .
وأصل التَّمر : الكَيل فلا يجوز ( عبارة الهروي : [ ولا يجوز أن يُباع رِطلاً برطل ولا وزناً بوزن ] ) أنْ يباع وَزْناً بِوزن لأنه إذا رُدَّ بعد الوزن إلى الكيل لم يُؤَمن فيه التفاضُل ( هذا آخر كلام أبي منصور الأزهري . كما في الهروي ) .
وكل ما كان في عَهْد النبي صلى اللّه عليه وسلم بمكة والمدينَة مَكِيالاً فلا يُباع إلاَّ بالكيل وكا ما بهما مَوْزُوناً فلا يُباع إلاَّ بالوزن لئلاَّ يَدْخُله الرِّبَا بالتَّفاضُل .
وهذا في كل نَوْع تتعلق به أحكام الشَّرع من حُقوق اللّه تعالى دون ما يَتَعَامَل الناس في بياعاتِهم .
فأمَّا المِكْيال فهو الصاع الذي يتَعَلَّق به وُجوب الزكاة والكَفَّارات والنَّفَقات وغير ذلك وهو مُقدَّر بكَيْل أهل المدينة دون غيرِها من البُلْدان لهذا الحديث . وهو مِفْعال من الكَيل والميمُ فيه للآْلة .
وأما الوَزْن فيُريد به الذهبَ والفضة خاصَّة لأن حَقَّ الزكاة يَتَعَلَّق بهما .
ودِرْهُم أهل مكة سِتَّة دَوانِيق ودَراهم الإسلام المُعَدَّلة كلُّ عشرةٍ سبعةُ مثاقِيل .
وكان أهل المدينة يَتَعاملون بالدَّراهِم عند مَقْدِم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عليهم بالعَدَد فأرْشَدَهم إلى وَزْن مكة .
وأمَّا الدَّنانير فكانت تُحْمَل إلى العَرب من الرُّوم إلى أنْ ضَرَب عبدُ الملك ابن مَرْوان الدِينار في أيَّامِه .
وأمَّا الأرْطال والأمْناء فللناس فيها عادات مختلِفة في البلْدان وهم مُعامِلون بها ومُجْرُون عليها .
( ه ) وفي حديث عمر [ أنه نهى عن المُكايَلة ] وهي المُقَايَسة بالقول والفعل والمراد المُكافَأة بالسُّوء وتَرْك الإغْضَاء والاحْتِمال : أي تَقُول له وتَفْعَل معَه مِثْل ما يَقول لَك ويَفْعَل معَك . وهي مُفاعَلَة من الكَيْل .
وقيل : أراد بِهَا المُقَايَسَة في الدِّين وتَرْك العَمَل بالأثَر .
( س [ ه ] ) وفيه [ أنَّ رجُلاً أتَى النبيَّ صلى اللّه عليه وسلم وهو يُقَاتِل العَدُو فسأله سَيفاً يُقاتِل به فقال : لعلَّك إنْ أعْطَيْتُك ( عبارة الهروي : [ لعلِّي إن أعطيتُكَه ] ) أنْ تَقُومَ في الكَيُّول فقال : لا ] أي في مُؤخَّر الصُّفُوف وهو فَيْعُول من مالَ الزَّنْدُ يكِيل كَيْلاً إذا كَبَا ولم يُخْرِج نَاراً فَشبَّه مُؤخَّر الصُّفُوف به لأن مَن كان فيه لا يُقاتِل .
وقِيل : الكَيُّول : الجبَان : والكَبُّول : ما أشْرَف من الأرض . يريد : تَقُوم فَوْقَه فَتَنْظُر ( في الفائق 2 / 439 : [ فتتبصَّرْ ] ) ما يَصْنَع غَيْرُك