{ كلأ } ( ه ) فيه [ أنه نَهَى عن الكالِىء بالكالِىء ] أي النَّسيئة بالنَّسيئة . وذلك أن يَشْتريَ الرَّجل شيئاً إلى أجَل فإذا حَلَّ الأجَلُ لم يَجِد ما يَقْضِي به ( في الهروي : [ منه ] ) فيقول : بِعْنيه إلى أجَلٍ آخر بزيادة شيء فيَبِيعهُ منه ولا يَجْرِي بينمها تَقابُض . يقال : كَلأَ الدَّيْن كُلُوءاً فهو كالِىء إذا تأخَّر .
- ومنه قولهم : [ بَلَغ اللّهُ بك أكْلأَ العُمْر ] أي أطْوَله وأكَثره تَأخُّراً . وكَلأْتُه إذا أنْسَأتَه . وبعض الرُّواة لا يَهْمِز [ الكالِىء ] تخفيفاً .
( س ) وفيه [ أنه قال لبلال وهو مُسافِرون : اكْلأْ لنا وَقْتَنا ] الكِلاءة : الحِفْظُ والحِراسة . يقال كَلأَتُه أكْلَؤُهُ كِلاءَةً فأنا كالِىءٌ وهو مَكْلوءٌ وقد تُخَفَّف همزة الكلاءة وتُقْلَب ياء . وقد تكررت في الحديث .
[ ه ] وفيه [ لا يُمنَع فضلُ الماءِ لِيُمنَعَ به الكَلأَ ] وفي رواية [ فَضْلُ الكَلأ ] الكَلأ : النَّبات والعُشْب وسَواءٌ رَطْبُه ويابِسُه . ومعناه أنَّ البِئر تكون في البادِية ويكون قريباً منها كَلأَ فإذا وَرَد عليها وارِدٌ فَغَلب على مائها ومَنَع مَن يأتي بعده من الاسْتِقاء منها ( في الهروي : [ بها ] ) فهو بِمَنْعِه الماءَ مانعٌ من الكَلأ لأنه مَتى وَرَدَ رجُلٌ بإبِله ( في الأصل : [ لأنه متى ورد عليه رجل بإبله ] والمثبت من ا واللسان . والذي في الهروي : [ لأنه متى ورد الرجل بإبله ] ) فأرْعاها ذلك الكَلأ ثم لم يَسْقِها قَتَلها العَطَش . فالذي يمنع ماء البِئر يَمْنع النَّباتَ القريبَ منه .
( ه ) وفيه [ مَن مَشَى على الكَلاَّءِ قَذَفْناه في الماء ] الكَلاَّء بالتشديد والمَدّ والمُكَلأّ : شاطىء النَّهر والموضع الذي تُرْبَط فيه السُّفن . ومنه [ سُوق الكَلاَّء ] بالبَصْرة .
وهذا مَثَل ضَرَبه لمن عَرّض بالقَذْف . شَبَّهَه في مقُارَبَته التَّصْريحَ بالماشِي على شاطِىء النَّهر وإلْقاؤه في الماء : إيجاب القَذْف عليه وإلْزامُه بالحدّ ( في الهروي : [ وإلزامه الحدَّ ] ) .
- ومنه حديث أنس وذَكَر البَصْرة [ إيَّاك وسِباخَها وكَلاءَها ]