{ كتب } ( ه ) فيه [ لأَقْضِيَنَّ بينكما بكِتاب اللّه ] أي بحُكم اللّه الذي أنْزَلَه في كِتابه أو كَتَبه على عباده . ولم يُرِدِ القرآن لأن النَّفْي والرَّجْم لا ذِكْرَ لهُ فِيه .
والكِتاب مَصْدرٌ يقال : كتب يَكْتُب كِتاباً وكِتاَبَة . ثم سُمّي به المكتوب .
( س ) ومنه حديث أنس بن النَّضْر [ قال له : كِتابُ اللّهِ القِصَاصُ ] أي فَرْضُ اللّه على لِسَان نَبِيّه .
وقيل : هو إشارة إلى قول اللّه تعالى [ والسِّنُّ بالسِّنِّ ] وقوله [ وإن عاقْبتُمْ فعاقِبُوا بمِثْلِ ما عُوقِبْتُم به ] .
( س ) ومنه حديث بريرة [ مَنِ اشْتَرط شَرْطاً ليس في كِتاب اللّه ] أي ليس في حُكْمه ولا عَلَى مُوجب قَضاء كِتابه لأن كِتاب اللّه أمرَ بِطَاعة الرَّسول وأعْلَم أن سُنَّتَه بَيانٌ له . وقد جَعَل الرسولُ الوَلاء لمن أعْتَق لا أن الوَلاَء مَذْكور في القرآن نَصَّاً .
( س ) وفيه [ مَن نظر في كِتاب أخيهِ بغَيْر إذنِه فكأنما يَنْظُر في النار ] هذا تَمْثيل : أي كما يَحْذَر النار فلْيَحْذَر هذا الصَّنِيع .
وقيل : معناه كأنما يَنْظُر إلى ما يوجِب عليه النَّار .
ويَحتمل أنه أراد عُقوبة البَصر لأن الجِنَاية منه كما يُعاقَب السَّمعُ إذا اسْتَمع إلى حَديث قَوْم وهُم له كارهون .
وهذا الحديث محمول على الكِتاب الذي فيه سِرٌّ وأمانة يَكْرَه صاحبهُ أن يُطَّلَع عليه . وقيل : هو عامٌ في كلّ كتاب .
- وفيه [ لا تَكْتبوا عنّي غير القرآن ] وجْه الجَمْع بين هذا الحديث وبين إذْنِه في كتابة الحديث عنه فإنَّه قد ثَبَت إذْنُه فيها أن الإِذْن في الكتابة ناسِخ للمَنع مِنها بالحديث الثَّابِت وبإجْماع الأمَّة على جوازِها .
وقيل : إنَّما نَهى أن يُكْتَب الحديث مع القرآن في صَحِيفة واحِدة والأوّل الوجْه .
- وفيه [ قال له رجُل : إن امْرَأتي خرجَت حاجَّةً وإني اكْتُتِبْت في غَزْوة كذَا وكذا ] أي كُتِب ( في اللسان : [ كتبتُ ] ) اسْمِي في جُمْلة الغُزَاة .
( ه ) وفي حديث ابن عُمر وقِيل ابن عَمْرو [ مَن اكْتَتَبَ ( ضبط في الأصل : [ اكُتتِب ] . والضبط المثبت من ا والهروي . ومما سبق في ( ضمن ) ) ضَمِناً بَعَثه اللّه ضَمِناً يوم القيامة ] أي من كَتَب اسْمَه في ديوان الزَّمْنَي ولم يكن زَمِناً .
( س ) وفي كتابه إلى اليَمن [ قد بَعَثْت إليكم كاتباً من أصحابي ] أراد عالِماً سُمّيَ به لأن الغالب على مَن كان يَعْرِف الكتابة [ أن يكون ( تكملة من ا . وفي اللسان : [ أن عنده العلم والمعرفة ] ) ] عنده عِلْمٌ ومَعْرفة . وكان الكاتِب عندَهم عَزِيزاً وفيهم قَلِيلاً .
- وفي حديث بَريِرة [ أنها جاءت تَسْتَعين بعائشة في كِتاَبَتِهاَ ] الكتابة : أن يُكاَتب الرَّجُلُ عَبْدَه على مال يؤدِّيه إليه مُنَجَّماً فإذا أدّاه صار حُرّاً . وسُمِّيت كِتابة لِمَصْدر كَتَب كأنه يَكْتُب على نَفْسِه لِمَوْلاه ثمَنه ويَكْتب مَوْلاَه له عليه العِتْق . وقد كاتَبه مُكاَتَبة . والعَبْد مكاتَب .
وإنما خُصَّ العَبْد بالمفعول لأن أصْلَ المُكاتبة من المَولى وهو الذي يُكاتِب عَبْدَه . وقد تكرّر ذِكرها في الحديث .
- وفي حديث السَّقيفة [ نَحْنُ أنصارُ اللّه وكَتِيبةُ الإسْلام ] الكَتِيبَة : القِطْعة العَظيمَة من الجَيْش والجَمْعُ : الكتائب . وقد تكررت في الحديث مُفْرَدَة ومجموعة .
( س ) وفي حديث المغيرة [ وقد تَكتَّب يُزَفُّ في قومه ] أي تَحَزَّم وجَمَع عليه ثيابَه من كَتَبتُ السِّقاءَ إذا خَرَزْتَه .
( س ) وفي حديث الزُّهْرِيّ [ الكُتَيْبَة أكْثَرُها عَنْوَة وفيها صُلْح ] الكُتَيْبَة مُصَغَّرة : اسم لبَعْض قُرَى خَيْبر . يعني أنه فَتَحها قَهْراً لا عَن صُلح