{ قرر } ( ه ) فيه [ أفضل الأيام يومُ النَّحْر ثم يوم القَرِّ ] هو الغَدُ من يوم النحر وهو حادي عشر ذي الحجة لأنَّ الناس يَقِرّون فيه بمنىً : أي يَسْكُنون ويُقِيمون .
- ومنه حديث عثمان [ أقِرُّوا الأنْفُس حتى تَزْهَق ] أي سَكِّنوا الذَّبائح حتى تُفارِقها أرواحُها ولا تُعَجِّلوا سَلْخَها وتَقْطِيعَها .
( س ) ومه حديث أبي موسى [ أُقِرَّت الصلاةُ بالبِّر والزكاة ] ورُوِي [ قَرَّت ] : أي اسْتَقَرّت معهما وقُرِنت بهما يعني أنَّ الصلاة مَقْرونة بالبِّر وهو الصدق وجِماَع الخير وأنها مَقْرونة بالزكاة في القرآن مذكورة معها .
[ ه ] ومنه حديث ابن مسعود [ قارّوا الصلاة ] أي اسكنوا فيها ولا تتحرّكوا ولا تعبثوا وهو تفاعلُ من القَرار .
- وفي حديث أبي ذرَ [ فلم أتَقارَّ أن قُمْت ] أي لم ألبث وأصله : أتقَارَرُ فأدْغَمِت الراء في الراء .
( ه ) ومنه حديث نائل مولى عثمان [ قُلْنا لرَباح بن المُعْتَرِف : غَنِّنا غِناءَ أهل القَرار ] أي أهل الحضر المُسْتَقرِين في مَنازلهم لا غِناء أهل البَدْو الذي لا يزالون مُنْتَقِلين .
( ه ) ومنه حديث ابن عباس وذَكَر علياً فقال : [ عِلْمي إلى عِلْمه كالقَرارة في المثْعَنْجِر ] القَرارة : المُطْمَئن من الأرض يَسْتقرّ فيه ماء المطَر وجَمْعها القَرارُ .
- ومنه حديث يحيى بن يَعْمَر [ ولَحِقت طائفةٌ بقَرَارِ الأوْدِية ] .
( ه ) وفي حديث البُراق [ أنه اسْتصْعب ثم ارْفَضَّ وأقَرّ ] أي سَكن وانْقاد .
( ه س ) وفي حديث أم زَرْع [ لا حَرٌّ ولا قُرّ ] القُرُّ : البَرْد أرادت أنه لا ذو حَرّ ولا ذُو بَرْدٍ فهو مَعْتَدل . يقال : قَرّ يَوْمُنَا يَقَرُّ قُرّةً ويومٌ قَرٌّ بالفتح : أي بارد وليلة قَرَّة . وأرادت بالحَرّ والبَرْد الكِناية عن الأذى فالحرّ عن قليله والبرد عن كثيره .
- ومنه حديث حذيفة في غزوة الخندق [ فلما أخْبَرتُه خبر القوم وقَرَرْت قَرِرْتُ ] أي لّما سَكَنْتُ وجَدتُ مسَّ البَرْد .
[ ه ] وفي حديث عمر [ قال لأبي مسعود البَدْري : بَلَغَني أنّك تُفتِي وَلِّ حارَّها مَن تَولْى قارّها ] جعل الحرّ كناية عن الشَّرِّ والشِدّة والبَرْدَ كناية عن الخير والهَيْن . والقارّ : فاعِل من القُرِّ : البَرْد .
أراد : وَلِّ شَرَّها مَن تَوَلَّى خَيْرها وولِّ شديدها من تولى هَيْنَها .
- ومنه حديث الحسن بن علي في جَلد الوليد بن عُقْبَة [ وَلِّ حارَّها من تَولَّى قارَّها ] وامْتَنَع مِن جَلده .
( ه ) وفي حديث الاستسقاء [ لو رَآك لقرّتْ عيناه ] أي لسُرَّ بذلك وفَرِح . وحَقيقته أبْرَد اللّه دمْعة عينيه لأن دمعة الفَرح والسُّرور باردة .
وقيل : معنى أقَرّ اللّه عينَك بَلّغَك أُمْنيَّتك حتى تَرْضى نفْسُك وتَسْكُن عيْنُك فلا تستشرف إلى غيره .
- وفي حديث عبد الملك بن عُمَير [ لَقُرْصٌ بُرِّيٌّ بأبْطَحَ قُرِّىّ ] سُئل شَمِرٌ عن هذا فقال : لا أعْرِفه إلا أن يكون من القُرّ : البَرْد .
[ ه ] وفي حديث أَنْجَشة في رواية البَراء بن مالك [ رُوَيْدَك رفقاً بالقوارِير ] أراد النساء شَبَّهَهُن بالقوارير من الزجاج لأنه يُسْرِع إليها الكسر وكان أنْجَشَة يَحْدُو ويُنْشِد القريض والرَّجَز . فلم يأمَن أن يُصِيبَهُنَّ أو يَقَع في قلوبهن حُدَاؤه فأمَره بالكف عن ذلك . وفي المَثل : الغِناء رُقْيَة الزِّنا .
وقيل : أراد أنّ الإبل إذا سَمِعت الحُداء أسْرعَت في الْمشي واشْتَدّت فأزْعجت الراكب وأتْعَبَتْه فنهاه عن ذلك لأنّ النساء يَضْعُفْن عن شدّة الحركة . وواحدة القَوارير : قارُورة سُمِّيت بها لاسْتقْرار الشراب فيها .
( س ) وفي حديث علي [ ما أصَبْتُ مُنْذُ وَليِتُ عَمَلي إلا هذه القُوَيْريرة أهْداها إليَّ الدِّهْقان ] هي تَصغير قارُورة .
( ه ) وفي حديث استراق السمع [ يأتي الشيطانُ فيتَسَمَّع الكلِمة فيأتي بها إلى الكاهن فيُقِرُّها في أذُنه كما تقر القارُورة إذا أُفْرِغ فيها ] .
وفي رواية [ فيَقْذِفها في أذُن وَلِيّه كقَرِّ الدجاجة ] القَرُّ : تَرْدِيدُك الكلام في أذُن المُخاطب ( عبارة الهروي : [ في أذن الأبكم ] . وهي رواية اللسان حكاية عن ابن الأعرابي . وذكر رواية ابن الأثير أيضاً ) حتى يَفْهَمَهُ تقول : قَرَرْته فيه أقُرُّه قَرَّاً . وَقَرَّ الدجاجة : صوتها إذا قَطعَتْه . يقال : قَرَّت تَقِرُّ قَرَّاً وقَرِيراً فإن رَدَّدَتْه قُلْت : قرْقَرَت قَرْقَرَة ( زاد الهروي [ وقَرْقَريراً ] ) .
ويُروَى [ كقَرِّ الزُّجاجة ] بالزاي : أي كصَوْتها إذا صُبَّ فيها الماء