{ فلت } ( ه ) فيه [ إن اللّه يُمْلِي للظالم فإذا أخَذه لم يُفْلِتْه ] أي لم يَنْفَلت منه . ويجوز أن يكون بمعنى : لم يُفِلْته منه أحدٌ : أي لم يُخَلصِّه .
- ومنه الحديث [ أن رجُلا شَرِب خَمْراً فسَكِر فانْطُلِق به إلى النبي صلى اللّه عليه وسلم فلمّا حاذَى دار العباس انْفَلت فدخَل عليه فَذُكِر له ذلك فضَحِك وقال : أفعَلَها ؟ ولم يأمُر فيه بشيء ] .
- ومنه الحديث [ فأنا آخِذٌ ( في الأصل : [ آخُذُ ] بضم الخاء المعجمة وأثبتنا ضبط ا . قال الإمام النووي في شرحه لمسلم ( باب شفقته صلى اللّه عليه وسلم من كتاب الفضائل ) : روي بوجهين : أحدهما اسم فاعل بكسر الخاء وتنوين الذال . والثاني فعل مضارع بضم الذال بلا تنوين والأول أشهر وهما صحيحان ) بحُجَزكم وأنتم تَفَلَّتون من يدِي ] أي تَنَفلْتون فَحَذف إحدى التاءين تخفيفا .
( ه ) وفيه [ أن رجُلا قال له : إن أمِّي افْتُلِتَتْ نَفْسُها ] أي ماتت فَجأة وأُخِذَت نفْسُها فَلْتَة . يقال : افْتَلَتَه إذا اسْتَلَبه . وافْتُلِتَ فُلان بكذا إذا فُوجئ به قبل أن يَسْتِعدّ له . ويُرْوَى بنصْب النفْس ورَفْعِها فمعنى النَّصْب افْتَلَتَها اللّه نفْسَها . مُعَدّيً إلى مفعولين كما تقول : اخْتَلَسَه الشيء واسْتَلَبه إيَّاه ثم بُنِي الفِعْل لما لم يُسمّ فاعله فتَحَول المفعول الأوّل مُضْمَرا وبَقِيَ الثاني منصوبا وتكون التاء الأخيرة ضمير الأم . أي افْتُلِتَتْ هي نفْسَها . وأما الرَّفْع فيكون مُتَعّديا إلى مفعول واحد أقامه مُقام الفاعل وتكون التاء للنفْس : أي أُخِذَت نَفْسُها فَلْتة .
- ومنه الحديث [ تَدارَسُوا القرآن فَلهُو أشدُّ تَفَلُّتا من الإبل من عُقُلها ] التَّفَلُّت والإفْلات والانْفِلات : التَّخَلُّص من الشيء فَجأة من غير تَمُّكث .
( س ) ومنه الحديث [ إن عِفْرِيتاً من الجن تَفَلَّت عليَّ البارِحَةَ ] أي تعرَّضَ لي في صلاتِي فَجأة .
( ه ) ومنه حديث عمر [ إن بَيْعةَ أبي بكر كانت فَلْتَةً وقَى اللّهُ شَرَّها ] أراد بالفَلْتة الفَجْأة . ومِثْلُ هذه البَيْعة جَدِيرة بأن تكون مُهَيِّجة للشَّر والفِتْنَة فَعَصم اللّه من ذلك ووَقَى . والفَتْنَة : كلُّ شيءٍ فُعل من غير رَوِيَّة وإنما بُودِرَ بها خَوْف انْتشار الأمْر . وقيل : أراد بالفَلْتة الخَلسة . أي إن الإمامة يوم السَّقيفة مالَت إلى تَوَلِّيها الأنفُس ولذلك كَثر فيها التَّشاجُر فما قُلِّدَها أبو بكر إلا انْتزاعاً من الأيْدِي واخْتلاسا . وقيل : الفَلْتة آخر ليلة من الأشْهُر الحرُم فيَخْتلفون فيها أمِن الحلّ هي أم من الحرُم فيُسارع الموْتُوُر إلى دَرْك الثَّأر فيكْثر الفساد وتُسْفَك الدِّماء فشبّه أيَّام النبي E بالأشْهر الحُرُم ويَوْم مَوْته بالفَلْتة من وُقوع الشَّر من ارْتِدادِ العَرب وتَخَلُّف الأنصار عن الطاعة ومَنْع مَن مَنَع الزكاة والجَرْي على عادة العَرب في ألَّا يَسُود القَبيلَة إلا رجلٌ منها .
[ ه ] وفي صفة مجلس رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم [ لا تُنْثى فَلَتَاتُه ] الفَلَتات : الزَّلاّت جمع فلْتَة . أي لم يكن في مَجْلسه زَلاّتٌ فتُحْفَظَ وتُحْكَى .
[ ه ] وفيه [ وهو في بُرْدَةٍ له فَلْتَة ] أي ضّيِّقة صغيرة لا يَنْضَمّ طَرَفاها فهي تَفَّلُت من يَدِه إذا اشْتَمل بها فسَمَّاها بالمرَّة من الانفِلات . يقال : بُرْدةٌ فَلْتَة وفَلُوت .
( ه ) ومنه حديث ابن عمر [ وعليه بُرْدَةٌ فَلوت ] وقيل : الفَلُوت التي لا تَثْبتُ على صاحبها لخشُونَتها أو لينها