{ عصر } ( س ) فيه [ حَافِظْ على العَصْرَين ] يريد صَلاَة الفجْر وصلاةَ العصْر سمَّاهُما العَصْرين لأنهما يقَعان في طَرَفَي العَصْرين وهما الليل والنهار . والأشْبَه أنه غَلَّب أحَد الاسْمين على الآخر كالعُمَرين لأبي بكر وعُمَر والقَمَرين للشَّمس والقمر .
وقد جاء تفسيرهما في الحديث [ قيل : وما العَصْرَان ؟ قال : صلاةٌ قبل طلوع الشمس وصلاةٌ قبل غُرُوبها ] .
( س ) ومنه الحديث [ من صلّى العَصْرَين دَخل الجنة ] .
- ومنه حديث علي [ ذَكّرْهم بأيَّام اللّه واجْلِسْ لهم العَصْرَين ] أي بُكْرَة وعَشِيًّا .
( ه ) وفيه [ أنه أمرَ بلالاً أن يُؤَذِّنَ قبلَ الفجْر ليَعْتَصِر مُعْتِصرُهُم ] هو الذي يَحْتَاجُ إلى الغَائِط ليَتأهَّب للصَّلاة قبل دُخول وقْتِها وهو من العَصْر أو العَصَر وهو الملْجأ والمُسْتَخْفَى .
( ه ) وفي حديث عمر [ قضَى أنَّ الوالدَ يَعْتَصِرُ ولدَه فيما أعْطَاه وليس للوَلَد أن يعتَصِرَ من وَالِده ] يعتصر : أي يحْبسُه عن الإعْطَاء ويَمْنَعه منه . وكل شيء حَبَسْته ومنَعْته فقد اعْتَصْرته . وقيل : يَعْتَصر : يَرْتجع . واعتصرَ العطيَّة إذا ارتَجَعَهَا . والمعنَى أن الوالدَ إذا أعْطَى ولدَه شيئاً فلَه أن يأخُذ منه .
- ومنه حديث الشَّعْبِيّ [ يعتَصِر الوالدُ على وَلَده في مالِه ] وإنما عَدّاه بعَلَى لأنه في مَعْنى : يَرْجع عليه ويَعُود عليه .
( ه ) وفي حديث القاسم بن مُخَيْمِرَة [ أنه سُئل عن العُصْرَة للمرأة فقال : لا أعْلَم رُخِّصَ فيها إلاَّ للشيخ المَعْقُوفِ المُنْحَنِي ] العُصْرة ها هنا : منْع البنْتِ من التَّزويج وهو من الاعْتصَار : المَنْعِ أراد ليسَ لأحد مَنْعُ امرأةٍ من التزويج إلا شيخٌ كبيرٌ أعْقَفُ له بنت وهو مُضْطَرٌّ إلى اسْتخْدامِها .
( ه ) وفي حديث ابن عبَّاس [ كان إذا قِدم دِحْيةُ الكَلْبِيّ لم تبْقَ مُعْصِرٌ إلاَّ خَرَجَتْ تنْظُر إليه من حُسْنِه ] المُعْصِرُ : الجاريةُ أوّلَ ما تَحيض لانْعصَار رَحمها وإنما خصَّ المُعْصِر بالذِّكر للمُبَالَغة في خُرُوج غيرها من النِّساء .
( ه ) وفي حديث أبي هريرة [ أنَّ امرَأةً مرَّت به مُتَطيِّبةً ولذَيْلها إعْصَارٌ ] وفي رواية [ عَصَرة ] أي غُبَار . والإعْصَارُ والعَصَرة : الغُبَار الصَّاعِدُ إلى السماء مُسْتِطيلا وهي الزَّوْبَعة . قيل : وتكونُ العَصَرة من فَوْح الطِّيب فشبَّهه بما تُثير الريحُ من الأعاصِير .
- وفي حديث خيبر [ سلَك رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في مَسِيره إليها على عَصَر ] هو بفتحتين : جَبَلٌ بين المدينة وَوَادِي الفُرْع وعندَه مسجدٌ صلّى به النبيُّ صلى اللّه عليه وسلم